عواقب نقص الكربوهيدرات

توضح خبيرة التغذية الدكتورة يكاتيرينا شيرشوفا أن الكربوهيدرات أصبحت في السنوات الأخيرة موضوعًا للكثير من الأساطير والمفاهيم المغلوطة. فقد تم اتهامها بأنها السبب الرئيسي وراء العديد من المشكلات الصحية مثل زيادة الوزن، ارتفاع مستويات السكر في الدم، وانخفاض الطاقة.
تؤكد شيرشوفا على أن الكربوهيدرات تعد جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي، مشيرة إلى أنها المصدر الأساسي للطاقة التي يستخدمها الجسم. عندما تكون كمية الكربوهيدرات في الجسم غير كافية، يضطر الجسم للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأعضاء الداخلية، ويؤثر سلبًا على وظائفها.
وفقًا للدكتورة شيرشوفا، هناك ثلاث فئات أساسية من المغذيات: البروتينات التي تعمل كمكونات بنائية، الدهون التي تعد مصدرًا احتياطيًا للطاقة، والكربوهيدرات التي تعتبر الوقود الرئيسي للجسم. وعندما ينخفض مستوى الكربوهيدرات، يصبح من الصعب على الجسم معالجة البروتينات والدهون بشكل فعال. علاوة على ذلك، يؤدي نقص الكربوهيدرات إلى انخفاض تخليق الغليكوجين، وهو المصدر الأساسي للطاقة في العضلات، ما يؤثر بدوره على الأداء البدني ويزيد من صعوبة التعافي بعد التمارين الرياضية.
وفي حالة انخفاض استهلاك الكربوهيدرات، تتحمل الأعضاء مثل الكبد والكلى عبئًا إضافيًا لمعالجة البروتينات الزائدة. كما ينخفض مستوى السكر في الدم، مما يسبب الشعور بالتعب وصعوبة التركيز، كما يمكن أن يؤدي إلى تدمير الكتلة العضلية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الكربوهيدرات إلى تراكم أجسام الكيتون في الجسم، مما قد يسبب الشعور بالضعف والدوار. كما أن نقص الكربوهيدرات المعقدة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل الإمساك، حيث أن الألياف الموجودة في الكربوهيدرات المعقدة تلعب دورًا رئيسيًا في دعم عملية الهضم.
وفيما يخص أنواع الكربوهيدرات، تشير الدكتورة شيرشوفا إلى وجود نوعين رئيسيين: الكربوهيدرات السريعة والكربوهيدرات البطيئة. لكل نوع منهما فوائده واستخداماته في النظام الغذائي. الكربوهيدرات السريعة، مثل العسل، الفواكه، الأرز الأبيض، والمعجنات، تعمل على رفع مستوى الغلوكوز في الدم بسرعة، مما يتيح دفعة فورية من الطاقة. هذا النوع مفيد بشكل خاص في حالات التوتر البدني أو العقلي، وكذلك بعد التمارين الرياضية المكثفة. أما الكربوهيدرات البطيئة، الموجودة في الحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات، فتمتص تدريجيًا في الجسم، ما يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ثابتًا ويعزز الشعور بالشبع لفترة أطول.
توصي الدكتورة شيرشوفا بتفضيل الكربوهيدرات المعقدة التي تحافظ على توازن الطاقة وتعزز عملية الهضم. هذه الكربوهيدرات موجودة في الأطعمة مثل الخضروات (البروكلي، السبانخ، الجزر)، الحبوب الكاملة (الأرز البني، الكينوا، الحنطة السوداء)، والبقوليات (العدس، الحمص، الفاصوليا)، إضافة إلى الفواكه والتوت.
باختصار، يعتبر تناول الكربوهيدرات بشكل متوازن أساسيًا لصحة الجسم. من المهم دمج الكربوهيدرات السريعة عند الحاجة للطاقة الفورية، مع التركيز على الكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على صحة الجسم ودعمه في الأنشطة اليومية.