دعاس يمطر "التربية والتعليم" بأسئلة جوهرية حول حادثة حرق الطالب
علّق منسق الحملة الوطنية لأجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس على الإجراءات المتخذة بحق المقصرين والفاعلين في حادثة إحراق الطالب في أحد المدارس.
وقال في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن وزارة التربية أعلنت عن اتخاذ إجراءات عقابية بحق كلٍّ من مدير المدرسة ومساعده ومعلم الصف، على خلفية الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا وأحدثت حالة من الاستياء العارم في الأوساط التربوية والمجتمعية.
وأوضح دعاس أن هذه الإجراءات تبدو، في جوهرها، تدابير ترقيعية وقتية تهدف، بالدرجة الأولى، إلى امتصاص الغضب الشعبي وتهدئة الرأي العام، أكثر من كونها حلولًا جذرية تتسم بالشمولية والفاعلية، لمعالجة الخلل العميق الذي كشف، وبما لا يدع مجالًا للشك، عن فشلٍ متراكمٍ ومستمرٍ امتد على مدار سنوات، وألقى بظلاله الثقيلة على منظومة التعليم برمتها.
وبيّن أن هناك مجموعة من التساؤلات الجوهرية التي لا يمكن التغافل عنها، ومنها: هل يُعقل أن يُحمَّل مدير المدرسة وحده وزر هذا التراجع التربوي والتعليمي الذي بات ظاهراً للعيان؟... وهل تستطيع وزارة التربية، بموضوعية وتجرد، أن تجزم بأن هذه الواقعة ليست سوى حادثة فردية عارضة، ناتجة عن تقصير محدود ومحدد في نطاق إدارة مدرسة بعينها؟! أم أن هذه الحادثة ليست إلا انعكاسًا صريحًا لأزمة أعمق وأشمل، تتطلب مراجعة منهجية معمقة وجادة لسياسات التعليم واستراتيجياته وآلياته التنفيذية؟!... وهل بات من الضروري، في هذه المرحلة، اعتماد رؤية إصلاحية مستنيرة، تنطلق من تشخيص دقيق ومستند إلى معايير علمية، بهدف النهوض بمستوى العملية التربوية، وتعزيز كفاءتها، وضمان قدرتها على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية المنشودة؟.

