إسرائيل تتأهب لأمر طارئ... شحنات أسلحة أمريكية دون موافقة الكونغرس

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث في العلاقات الدولية والشأن الأمريكي الدكتور كمال الزغول، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في غزة مدفوعة بحاجتها الملحة إلى إعادة تعزيز قدراتها العسكرية، وذلك في أعقاب موافقة الإدارة الأمريكية على صفقة أسلحة ضخمة تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الشحنات تهدف إلى تمكين إسرائيل من تنفيذ عمليات استباقية مستقبلية محتملة، قد تجد نفسها مضطرة إلى خوضها في ظل تصاعد التهديدات المتعددة الجبهات.

وبيّن الزغول أن هذه المخاوف قد ازدادت حدة بعد نشر الجيش الإسرائيلي تحقيقاته حول أحداث السابع من أكتوبر، والتي كشفت عن تهميش إسرائيل لجبهات استراتيجية على غرار جبهة حماس في غزة وجبهة حزب الله في لبنان، مضيفًا أن هذه التحقيقات عكست بوضوح هشاشة الموقف الإسرائيلي أمام المخاطر المتنامية، خاصة بعد التغيرات الجذرية التي طرأت على النظام الإقليمي، لا سيما بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد وما رافقه من إعادة تشكيل للخريطة السياسية والأمنية في المنطقة.

ونوّه إلى أن مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل تتضمن 35529 جسم قنبلة للأغراض العامة لقنابل تزن 2000 رطل، و4000 قنبلة خارقة للتحصينات بنفس الوزن، وجميعها من إنتاج شركة جنرال ديناميكس، وهي أسلحة ذات طبيعة تدميرية عالية وفعالية استراتيجية مؤكدة.

وأشار الزغول إلى البنتاغون كان قد قال إن عمليات التسليم ستبدأ بحلول عام 2026، إلا أنه ألمح أيضًا إلى احتمال تسريع هذه العملية من خلال الاستعانة بالمخزون الأمريكي الحالي، الأمر الذي قد يتيح تسليم جزء من هذه الشحنات بشكل فوري، ما يعكس مدى الاستعجال والاحتياج الملح لتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.

أما الحزمة الثانية، التي تبلغ قيمتها 675 مليون دولار، فتشتمل على 5000 آلاف قنبلة تزن 1000 رطل، بالإضافة إلى أنظمة متقدمة للمساعدة في توجيه القنابل التقليدية وتحويلها إلى قنابل ذكية عالية الدقة، إذ من المتوقع أن يبدأ تسليم هذه الحزمة في عام 2028، وفقًا لما صرّح به الزغول لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وفيما يخص الإطار التشريعي، ذكر أن الإدارة الأمريكية تخطت الكونغرس عبر استخدام مبررات ترتكز على ضرورة الاستجابة لحالة طارئة، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة النطاق، متابعًا أن السيناتور بيرني ساندرز أعلن عزمه تقديم مشروع قرار في مجلس الشيوخ للاعتراض على هذه الصفقة المثيرة للجدل، خاصة أنها قد تُمرر دون الامتثال للإجراءات المعمول بها عبر لجنتيّ الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

واستطرد الزغول قائلًا إن هذه الصفقة تأتي في سياق محاولات إسرائيل لتعويض الاستهلاك الكبير الذي استنزف ترسانتها العسكرية خلال عملياتها المكثفة في غزة وجنوب لبنان، كما تعكس هذه الخطوة سعيًا إسرائيليًا للتحوط الاستراتيجي في حال فشل التوصل إلى اتفاق سياسي في غزة، بالتوازي مع ممارسة ضغوط مكثفة على إيران لدفعها نحو توقيع اتفاق يخدم المصالح الإسرائيلية، إلى جانب تكثيف الاستفزازات على الساحة السورية في مواجهة الحكومة السورية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية