تشويه صورة المقاومة... التوقيت والغرض

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث والناشط السياسيّ الدكتور معن المقابلة إن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع وجودي ممتد تعود جذوره إلى بدايات القرن العشرين، حيث انطلقت موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين برعاية ودعم مباشر من بريطانيا، في إطار مشروع استيطاني إحلالي يسعى إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال مستوطنين غرباء محلهم.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الشعب الفلسطيني خاض منذ ذلك الحين نضالًا مريرًا دفاعًا عن أرضه وهويته، مضيفًا أنه ما زال يواصل هذا الكفاح ضد المشروع الصهيوني الذي ظل يحظى بدعم سياسي، وعسكري، واقتصادي غير محدود من القوى الغربية الكبرى.

وبيّن المقابلة أن صورة المشهد مع بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، تتجلى بوضوح أكثر؛ ذلك أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم وحده في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الكيان الاستيطاني التوسعي، في ظل انسحاب النظام الرسمي العربي من ميدان دعم القضية الفلسطينية، ورغم ما يحظى به الكيان الصهيوني من مساندة غير مشروطة من الغرب، إلا أن الرواية الصهيونية بدأت تتصدع أمام صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري ومقاومته الباسلة التي كسرت كثيراً من المعادلات المفروضة.

ونوّه إلى أن التراجع الملموس للدور العربي الرسمي في دعم المقاومة الفلسطينية، وما تبعه من انخراط بعض الأنظمة العربية في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني بذريعة تعزيز فرص السلام ومساعدة الفلسطينيين في إقامة دولتهم عبر المفاوضات، لم يسفر إلا عن نتائج كارثية، فقد أفضت ثلاثة عقود من اتفاقية أوسلو إلى تكريس الاحتلال عبر التوسع الاستيطاني المنهجي وابتلاع الضفة الغربية قطعةً قطعة، بينما بقي قطاع غزة وفيًا لنهج المقاومة، ما دفع الكيان إلى اتخاذ قرار الانسحاب منه عام 2005 في عهد رئيس وزرائه المتطرف أرييل شارون، تحت وطأة ضربات المقاومة وتضحياتها.

واستطرد المقابلة قائلًا إنه في ظل هذا التراجع العربي الرسمي، لم يبق أمام الفلسطينيين سوى التعويل على الشعوب العربية والإسلامية ونخبها الحية، التي أظهرت – وإن كان دون المستوى المأمول – صورًا من الدعم والمساندة يمكن البناء عليها وتعزيزها لتظل المقاومة شوكة في خاصرة المشروع الصهيوني، وحصنًا منيعًا في وجه الغطرسة الإسرائيلية المدعومة من واشنطن.

ولفت الانتباه إلى أن هذه المقاومة الشريفة والمتجذرة في وجدان الأمة لا تزال بين الفينة والأخرى تتعرض لحملات تشويه ظالمة تصدر عن بعض الأصوات المحسوبة على التيار الديني، تزامن ذلك مع ظهور الشيخ عثمان الخميس مشككًا في مسيرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وواصفًا إياها بوصفين مجافيين للحقيقة – منحرفة وفاسدة – دون أن يقدم سندًا موضوعيًا لهذه الادعاءات، إذ لا يمكن وصف حركة قدمت عشرات الآلاف من حفظة كتاب الله بالانحراف، أو حتى اعتبار حركة تتصدى ببسالة للإرهاب الصهيوني وتذود عن المقدسات الإسلامية في القدس بأنها فاسدة. ونوّه المقابلة إلى أن هذه الحركة تمثل بوضوح شوكة المقاومة الحقيقية التي تذب عن المحارم المنتهكة في فلسطين في ظل خذلان عربي رسمي مشين، وتستحق كل دعم وإسناد في معركتها العادلة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية