النظامي لـ"أخبار الأردن": تطورات مخيفة علينا تداركها

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث المشارك في مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية والتربوية الأمريكي الدكتور علي النظامي إن هناك تحولات متسارعة يشهدها الشرق الأوسط من خلال ملامح مشروع توسعي إسرائيلي ينطلق من مرتكزات أيديولوجية وسياسية ذات أبعاد توراتية، مدعومًا بإسناد سياسي وعسكري من قوى دولية نافذة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا المشروع، الذي يبدو للوهلة الأولى مقتصرًا على ما يُنشر في وسائل الإعلام، يخفي وراءه ترتيبات أكثر عمقًا وخطورة، تنعكس على مستقبل القضية الفلسطينية والأمن الإقليمي برمته.

وبيّن النظامي من واشنطن أن التوسع الإسرائيلي، الذي يأخذ أبعادًا عسكرية وجيوسياسية، يُعيد تشكيل المشهد في المنطقة، حيث تبرز الرؤية التوراتية محفزًا رئيسًا لهذه السياسات، إذ إن هذه الرؤية لا تتوقف عند حدود الضفة الغربية والقدس الشرقية، ذلك أنها مدفوعة بدعم أمريكي يتجسد في مشاريع قرارات تُطرح داخل الكونغرس، هدفها تعزيز الضم وترسيخ واقع الاحتلال باعتباره أمرًا واقعًا.

ونوّه إلى أن خطورة التحركات الإسرائيلية تتجلى من خلال التوسع العسكري في جنوب لبنان، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته على مناطق حيوية جنوب نهر الليطاني، بعمق يصل إلى 30 كيلومترًا مربعًا، في مؤشر واضح على محاولات فرض واقع ميداني جديد يُمهّد لخطوات أكثر جرأة، مضيفًا أن هذه التحركات تزامنت مع تصعيد خطابي يُنذر بإمكانية توسيع رقعة المواجهة في حال رفضت الأطراف الإقليمية، مثل سوريا، تقديم تنازلات استراتيجية.

أما على الصعيد الفلسطيني، فإن المخاطر التي يحملها المشروع التوسعي الإسرائيلي تتبدى بشكل أكثر وضوحًا، فالضفة الغربية باتت قاب قوسين أو أدنى من قرار أمريكي يدعم ضمها الكامل، ما يعني عمليًا القضاء على أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فضلًا عن التهديد المباشر الذي يطال القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وفقًا لما قاله النظامي.

وذكر أن التكتم الإعلامي في قطاع غزة، يُشير إلى وجود ترتيبات يجري إعدادها خلف الكواليس، تهدف إلى إعادة صياغة المشهد السياسي والجغرافي، عبر سيناريوهات يُراد لها أن تبدو وكأنها نابعة من ضرورات أمنية ومسرحية سياسية، بينما تخفي في جوهرها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج. ولفت النظامي الانتباه إلى أن هذه التطورات تفتح الباب أمام مخاطر أكثر تعقيدًا على الأمن القومي العربي، فمع تصاعد الأنشطة الاستخباراتية في بلاد المشرق، وازدياد المؤشرات على وجود اختراقات تمس النسيج الاجتماعي والسياسي، تتزايد التحديات أمام الدول العربية، التي تجد نفسها في مواجهة مشروع توسعي يتغذى على الانقسام العربي والتردد الدولي.

وأكد النظامي ضرورة إعادة صياغة الاستراتيجيات العربية في التعامل مع هذا الواقع المستجد، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب تعزيز الوحدة العربية على المستوى السياسي، بما يضمن تبني موقف موحد قادر على الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والتصدي لمحاولات فرض واقع استيطاني جديد، إلى جانب ما تستدعيه المرحلة الراهنة من تكثيف الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية، لفضح السياسات التوسعية الإسرائيلية والضغط باتجاه استصدار قرارات دولية تُلزم إسرائيل باحترام القانون الدولي.

وأشار إلى أنه لا يمكن تجاهل الحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية للدول العربية، عبر بناء تحالفات استراتيجية تُكرّس التعاون العسكري والاستخباراتي، لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تتجاوز حدود فلسطين، وتمتد لتطال سيادة واستقرار دول الجوار.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية