استعدادات في غزة لتسليم 6 أسرى إسرائيليين (فيديو)
تشهد غزة استعدادات مكثفة لتسليم ستة أسرى إسرائيليين اليوم السبت، في إطار الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية.
ومن المقرر أن تتم عملية الإفراج في موقعين، أحدهما في رفح والآخر في وسط القطاع.
من جهتها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية صباح اليوم أن معهد الطب الشرعي حدد هوية الجثة التي سُلّمت لإسرائيل الليلة الماضية على أنها تعود لشيري بيباس، التي كانت محتجزة في غزة.
وجاء هذا الإعلان بعد تأكيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسليم جثمان إلى إسرائيل دون القدرة على تحديد هويته، عقب إعلان كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن تسليمها للجنة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أنه يحقق في تقارير تفيد بأن حركة حماس سلّمت جثة ثانية للصليب الأحمر، يُعتقد أنها لشيري بيباس، بعد أن سُلّمت جثة أخرى يوم الخميس، تبيّن لاحقًا أنها ليست لها.
من جهتها، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين لم تُكشف أسماؤهم، أن الصليب الأحمر استلم جثة أخرى من حركة حماس.
غضب عائلة بيباس من الحكومة الإسرائيلية
وفي ظل هذه التطورات، انتقدت عائلة بيباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بالتخلي عنهم خلال هجوم 7 أكتوبر، والفشل في استعادة أفراد الأسرة سالمين.
وفي مقطع فيديو، أعربت عوفري بيباس، شقيقة زوج شيري، عن استيائها قائلة: "لم نتلقَّ منك أي اعتذار في هذه اللحظة المؤلمة، ولن نسامح على التخلي عن عائلتنا".
وأكدت العائلة أنها لا تسعى للانتقام، بل تطالب باستعادة جثمان شيري وأفراد أسرتها الأسرى في قطاع غزة، فيما أعلنت إسرائيل أن جثماني طفلي شيري كانا ضمن الجثث الأربع التي تسلمتها يوم الخميس.
وفي سياق متصل، تجمع أقارب الأسرى الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، مطالبين بمواصلة تنفيذ اتفاق التبادل.
حماس: أكاذيب محضة
من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا مساء الجمعة، رفضت فيه الاتهامات الإسرائيلية بقتل عائلة بيباس، ووصفت تصريحات الجيش الإسرائيلي بأنها "أكاذيب محضة تأتي ضمن حملة تضليل إعلامي مستمرة منذ 15 شهرًا".
وأكدت الحركة أن الجيش الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن مقتل العائلة، نتيجة القصف العنيف الذي استهدف القطاع، متهمة إسرائيل بعرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مما أدى إلى وقوع مزيد من الضحايا.
وفي مقابلة مع الجزيرة، استنكر المستشار الإعلامي لحركة حماس، طاهر النونو، تصريحات نتنياهو، متهمًا إياه بمحاولة "استعادة دور الضحية"، وحمّله المسؤولية عن استمرار الأزمة.
تفاصيل عمليات الإفراج المرتقبة
وبحسب الاتفاق، من المتوقع أن تفرج حماس، اليوم السبت، عن الأسيرين هشام السيد وفيرا مانغيستو، المحتجزين منذ عام 2014، مقابل إطلاق سراح 46 أسيرًا فلسطينيًا من محرري "صفقة شاليط" الذين أعيد اعتقالهم سابقًا.
كما ستفرج الحركة عن أربعة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل إطلاق سراح 444 أسيرًا فلسطينيًا من قطاع غزة، و48 محكومًا بالمؤبد، و60 أسيرًا محكومًا بفترات طويلة.
وتشير المصادر إلى أن من بين الأسرى الفلسطينيين البارزين الذين سيتم الإفراج عنهم:
عبد الناصر عيسى: أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية، الذي أمضى أكثر من 32 عامًا في السجون الإسرائيلية.
حمزة الكالوتي: المعتقل منذ عام 2000 بتهمة المشاركة في عمليات عسكرية.
حسن سلامة: أحد قادة كتائب القسام، الذي اعتقل للثأر لمقتل يحيى عياش.
راغب عليوي: قائد خلية إيتمار القسامية عام 2015، المحكوم بالسجن المؤبد مرتين و30 عامًا إضافية.
الاتفاق يستمر حتى 1 آذار
يُذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، تستمر حتى 1 مارس/آذار 2025، وتنص على إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا (بينهم 8 قتلى)، مقابل إفراج إسرائيل عن 1900 أسير فلسطيني.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق، بدلًا من الإفراج التدريجي، فيما لا تزال المفاوضات حول هذه المرحلة متعثرة.
أما المرحلة الثالثة من الاتفاق، فتُخصص لإعادة إعمار غزة، حيث قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة البناء بأكثر من 53 مليار دولار.

