النظامي لـ"أخبار الأردن": صفقة القرن تنفذ علنًا

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث المشارك في مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية والتربوية الأمريكي الدكتور علي النظامي إن ملامح صفقة القرن باتت تتجلى بوضوح في قلب الشرق الأوسط، حيث يجري تنفيذها على الأرض بوتيرة متسارعة، وبما لا يدع مجالًا للشك بأن المسار الإقليمي قد دخل مرحلة إعادة هيكلة شاملة تستند إلى أسس سياسية، واقتصادية وأمنية، يجري ترسيخها بمعزل عن إرادة الشعوب.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن القوى الفاعلة شرعت في تدشين شراكات اقتصادية استراتيجية، تأتي في مقدمتها اتفاقيات مرتبطة بمشروع "قناة بن غوريون"، الهادف إلى ربط الهند بالولايات المتحدة عبر ممرات برية وبحرية تخترق الشرق الأوسط، تحت غطاء تنموي، في حين أن أبعاده الجيوسياسية تُكرس التفافًا على الممرات التقليدية، لا سيما قناة السويس.

وبيّن النظامي أنه قد أُنشئ صندوق مالي دولي لهذا المشروع، تشارك فيه قوى إقليمية ودولية، بما يعكس حجم الرهانات السياسية والاقتصادية التي تُعلق عليه.

على صعيد آخر، أشار إلى أن إسرائيل تواصل فرض الأمر الواقع على جنوب نهر الليطاني في لبنان، إذ امتنعت للمرة الثانية عن الامتثال للقرارات الدولية التي تُلزمها بالانسحاب، رغم توقيع اتفاقيات برعاية الأمم المتحدة، إلا أن تل أبيب، رفضت الاعتراف بشرعية هذه التفاهمات، ما يجعل السيطرة على هذه المنطقة جزءًا من سياسة الضم غير المعلن، بما يتقاطع مع أهداف الصفقة.

وفي سياق موازٍ، أخذت آلة الاستيطان الإسرائيلية تتوغل في عمق الأراضي السورية المحتلة، حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" النقاب عن شروع المستوطنين الإسرائيليين بإقامة وحدات استيطانية، في خطوة تنطوي على تطبيع واقع الاحتلال وتحويله إلى حالة دائمة، وفقًا لما صرّح به النظامي لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية.

ونوّه إلى أن الضفة الغربية، تشهد نزوحًا داخليًا قسريًا لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، ينتقلون من منطقة إلى أخرى، تحت وطأة عمليات عسكرية مدمرة أفضت إلى سحق البنية التحتية بالكامل في المواقع التي جرى إخلاؤها، وهذا يمثل خرقًا صارخًا لاتفاقية أوسلو، التي يُفترض أنها وفرت حدًا أدنى من الحماية للوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (أ) و(ب).

وفي قطاع غزة، ومع دخول الهدنة الهشة حيز التنفيذ، استطرد الناظمي قائلًا إن موجات خروج جماعي لآلاف المواطنين انطلقت بحجة تلقي العلاج، غير أن المعطيات الإعلامية، المدعمة بالصوت والصورة، تُشير إلى أن جزءًا من هذه الهجرة يتم طوعيًا، وبوتيرة يومية، في ظل سياسات ممنهجة تدفع باتجاه تفريغ القطاع من سكانه.

وفي خضم هذه التحولات، أطلق وزير الخارجية الأمريكي تصريحات تنطوي على أبعاد استراتيجية، إذ أكد نجاح واشنطن في إبرام اتفاقيات سلام وتطبيع جديدة مع دول في الشرق الأوسط، مُشبهًا إياها بتلك التي وُقعت عام 2020 بين تل أبيب وعدد من العواصم العربية، وفق ما أوردته قناة الحرة.

ورغم هذا التسارع المحموم نحو إعادة تشكيل المشهد الإقليمي، يصر الإعلام، بمساندة جوقة من القابضين والحمقى، على ترويج سردية مضللة، مفادها أن مشروع ترمب ونتنياهو قد تعثر، وأن خططهما وُئدت في مهدها، في محاولة يائسة لتزييف الوعي.

وذكر النظامي أن الوقائع المتلاحقة تؤكد عدم تراجع صفقة القرن، وأنها تتقدم بخطى واثقة، في إطار إعادة هندسة الجغرافيا السياسية للمنطقة، على نحو يُكرس التوسع الإسرائيلي، ويُقوض الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية