نبيل عمرو لـ"أخبار الأردن": الشرق الأوسط مختبر لسياسات ترامب

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الوزير الفلسطيني الأسبق نبيل عمرو إنه لم يكن من المتوقع أن يصدر عن رئيس دولة عظمى مثل الولايات المتحدة موقف بهذه الحدة والوضوح، خصوصًا أن ترامب كان قد قدّم نفسه، منذ حملته الانتخابية، باعتباره رئيسًا يسعى إلى تفكيك بؤر الصراع، لا تأجيجها، وأنه سيقود مرحلة جديدة تضع حدًا للحروب في الشرق الأوسط، عبر تدشين مرحلة قائمة على التعايش، والأمن، والعدالة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ترامب كان قد بشّر حينها بنظام عالمي مغاير، أكثر توازنًا، ينأى عن السياسات الأحادية التي أفرزت أزمات متلاحقة، غير أن ما نراه اليوم يشي بعكس ذلك تمامًا، حيث بات الرجل يجسّد نموذجًا متشدّدًا لاستنساخ المشاريع الأحادية التي لا تضع في الحسبان التوازنات الدقيقة للمنطقة، بل تنحاز بشكل فجّ لمعادلات القوة المجردة، دون اعتبار للانعكاسات الاستراتيجية على الاستقرار الإقليمي والدولي، ليكون بذلك نسخة طبق الأصل عن بن غفير وسموتريتش.

ولفت عمرو الانتباه إلى أن واقعة نقل السفارة في ولايته الأولى كانت مؤشرًا حاسمًا على توجهات الإدارة الأمريكية آنذاك، غير أن التقديرات السياسية كانت تفترض أن رفض "صفقة القرن" على المستويين الإقليمي والدولي، وما تبعه من إجماع فلسطيني على عدم أهليتها كأساس للحل، قد يدفع ترامب، في ولايته الثانية، إلى تبنّي نهج أكثر توازنًا، أو على الأقل، إلى إعادة النظر في أدوات التنفيذ، بحيث لا تنطوي على مزيد من التصعيد.

وأشار إلى أن ما حدث جاء ليؤكد أن الرهان على تحول في الاستراتيجية الأمريكية لم يكن في محله، إذ بدلًا من تهدئة التوترات، تم تقديم مشروع ينقل الصراع إلى مستويات أكثر تعقيدًا، بل ويعيد المشهد الإقليمي بطريقة تضاعف من منسوب عدم الاستقرار، ليس فقط داخل فلسطين – سواء في غزة أو الضفة – وإنما بامتداداته الإقليمية التي تشمل مصر، والأردن، والمجال العربي الأوسع.

هنا، لم تعد القضية مجرد معركة سياسية محصورة في إطار الحقوق الفلسطينية المشروعة، ذلك أنها أضحت قضية أمن قومي بامتياز، تمس جوهر الاستقرار الاستراتيجي لدول المنطقة، فمصر، المعنيّة مباشرة بهذا الملف، تدرك على نحو قاطع ما تعنيه هذه التطورات على صعيد أمنها القومي، ومن ثم، رفضها المطلق لأي سيناريو يفضي إلى تغييرات ديموغرافية قسرية في محيطها الاستراتيجي، والأمر ذاته ينطبق على الأردن، الذي يجد نفسه في مواجهة تحديات متزايدة بفعل هذا التصعيد، وفقًا لما صرّح به عمرو لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ونوّه إلى أن ترامب الذي لطالما قدّم وعودًا خلال حملاته الانتخابية باستراتيجية مغايرة، لم يفعل سوى إعادة إنتاج السياسات الأحادية ذاتها التي لطالما أسهمت في تفجير الأزمات، وليس حلّها، والمفارقة هنا، أن بعض الناخبين العرب في الولايات المتحدة منحوه تأييدًا استنادًا إلى وعود لم يتحقق منها شيء، إذ جاءت التطورات لتؤكد أن ما يجري لا يعدو كونه امتدادًا لمنهجية سياسية تقوم على فرض الأمر الواقع، بصرف النظر عن تداعياته الكارثية على المنطقة بأسرها.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير