ما يملكه الأردن لمواجهة عقلية ترامب... السبايلة يوضح لـ"أخبار الأردن"

قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن هناك مقاربةً استراتيجيةً تتشكل بوضوح في ذهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء ملف التهجير، وهي مقاربةٌ تنسجم مع نهجه السياسي القائم على فرض وقائع ميدانية تُجبر الأطراف الفاعلة على التكيف مع رؤيته، بدلًا من الخضوع لتعقيدات المسارات التقليدية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الديناميكيات الكبرى التي ترسمها الإدارة الأمريكية، ذلك أنه يشكل محطة مفصلية ضمن سياقٍ أوسع يسعى إلى إعادة هندسة التوازنات الإقليمية وفق اعتبارات تتجاوز الحسابات الضيقة للفاعلين المحليين.
وبيّن السبايلة أنه في ظل هذه المعادلة المعقدة، تبرز مسألة قدرة الأردن على التكيف مع الضغوط الأمريكية عاملًا حاسمًا في تحديد خياراته الاستراتيجية، لا سيما أن المشهد السياسي يزداد تشابكًا مع الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، التي لا تترك مجالًا كبيرًا للمناورة دون تداعيات ملموسة.
ونوّه إلى أن التعاطي مع هذه المرحلة يتطلب تبني نهجٍ يجمع بين الواقعية السياسية، والقدرة على استيعاب طبيعة الضغوط الأمريكية، وإيجاد مقاربات تتيح للأردن إعادة التموضع دون الدخول في صدامٍ مباشرٍ مع دوائر صنع القرار في واشنطن.
وأكد السبايلة حاجة الأردن إلى توظيف أدواتٍ دبلوماسية عالية المرونة، تستند إلى استراتيجية التكيف المدروس، والاحتواء المتوازن، وإعادة توجيه المسارات وفق متطلبات اللحظة السياسية الراهنة، فبدلًا من اتخاذ موقفٍ دفاعي يحدّ من قدرته على المناورة، يمكن للأردن اعتماد مقاربةٍ أكثر براغماتية، تتيح له تقديم طروحات تتماهى مع المزاج السياسي لإدارة ترامب، دون المساس بثوابته الاستراتيجية أو التفريط بأوراق قوته الإقليمية.
وأشار إلى ضرورة أن ينتهج الأردن سياسةً أكثر ديناميكيةً في إعادة تعريف أدواره الإقليمية، بما يمكنه من خلق فضاءات تأثير بديلة، تعزز موقعه ضمن المشهد الجيوسياسي، وتمنحه القدرة على صياغة مخرجاتٍ تتلاءم مع متطلبات المرحلة، فالمعادلة الراهنة لا تترك مجالًا للجمود أو الانكفاء، وإنما تستدعي مقاربةً قائمةً على التحليل العميق للمتغيرات، والاستفادة من الفرص المتاحة، وتقديم رؤى خلاقة تضمن للأردن حضورًا فاعلًا في الترتيبات المستقبلية للمنطقة.