قصة الكتاب الذي أزعج اللوبي الصهيوني وتحدث عنه الوزير الأسبق الحموري

قال الوزير الأسبق، السياسيّ الدكتور طارق الحموري إنه في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، تبرز معركة الوعي كأحد أكثر ميادين الصراع تعقيدًا وتشابكًا، إذ لم تعد المواجهات تُحسم فقط في ساحات القتال التقليدية، فقد باتت الحرب على العقول والروايات تحتل موقعًا مركزيًا في صياغة موازين القوى وإعادة إنتاج الهياكل المعرفية والسياسية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان: "حرب الوعي والرواية ومستقبل الصراع في المنطقة"، وكانت قد استضافت أمين جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى.
وذكر أن هناك تداخلًا في الطبيعة البنيوية بين الإعلام والسياسة، وكيفية إعادة تشكيل الإدراك الجمعي، ليس فقط عبر ما يُقال، وإنما من خلال ما يتم التعتيم عليه، أو إعادة صياغته في قوالب تخدم مصالح قوى بعينها.
ونوّه الحموري إلى أن التأثير تجاوز مسألة التحكم بالمعلومات، ووصل إلى هندسة الإدراك ذاته، حيث تم صناعة بيئات معرفية تسهّل تمرير روايات محددة، وتحجب روايات أخرى، بما يفضي إلى إعادة تشكيل البُنى الذهنية للأفراد والجماعات.
وأشار إلى أن كتاب: "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"، يعد أحد المرتكزات الأساسية لفهم الديناميكيات العميقة التي تحكم العلاقة بين المصالح السياسية والاعتبارات الاستراتيجية الدولية، مضيفًا أن هذا الكتاب، الذي ترجمه الراحل الكبير الدكتور الحَمُّوري، يكشف – عبر تحليل موثّق ومنهجي – عن آليات عمل اللوبي الإسرائيلي داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، وكيف تحوّل التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية إلى عنصر بنيوي يخدم المصالح الإسرائيلية، من خلال هندسة بيئة معرفية وسياسية تجعل من تبنّي المواقف الإسرائيلية أمرًا شبه بديهي داخل المؤسسات الأمريكية.
وهذا ما يفسّر لماذا تمت محاربة هذا الكتاب بشراسة داخل الولايات المتحدة، حيث واجه محاولات مستميتة للتعتيم عليه ومنع انتشاره، لما يتضمنه من تفكيك دقيق لبُنية التأثير الإسرائيلي في واشنطن، ورصد دقيق للآليات المستخدمة في صناعة القرار الأمريكي، وفقًا لما قاله الحموري.