أبرز الفروقات بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي"

{title}
أخبار الأردن -

 

أحدث تطبيق "ديب سيك" الصيني، الذي تم إطلاقه يوم الاثنين، هزة كبيرة في قطاع التكنولوجيا العالمي، لا سيما في وول ستريت، حيث دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وتفوق تطبيق "ديب سيك" مفتوح المصدر على نظيره الأميركي "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، مما أدى إلى انخفاض مؤشر ناسداك بنسبة 3% وإثارة مخاوف بشأن إعادة تشكيل هيمنة الشركات الأميركية في هذا المجال.

تفوق "ديب سيك" وانخفاض التكلفة

بحسب الخبراء، يكمن الفارق الأبرز بين "ديب سيك" و"تشات جي بي تي" في انخفاض تكاليف الإنشاء والتشغيل. فبينما أنفقت "أوبن إيه آي" ما بين 100 مليون دولار إلى مليار دولار لتطوير "تشات جي بي تي"، فإن "ديب سيك" تطور بميزانية لا تتجاوز 6 ملايين دولار فقط.

كما أن التطبيق الصيني مجاني بالكامل، مقارنةً باشتراك شهري قدره 20 دولارًا لمستخدمي "تشات جي بي تي"، مما زاد من جاذبيته في السوق. بالإضافة إلى ذلك، يركز "ديب سيك" على تحليل البيانات المتعمق والتطبيقات المخصصة للصناعات، مما يجعله مثاليًا للباحثين والمطورين، في حين أن "تشات جي بي تي" يركز على إنشاء المحتوى والمحادثة ودعم العملاء.

وتسبب الإقبال القوي على التطبيق الصيني في زيادة هائلة في شراء أسهم "ديب سيك"، ما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى. فقد خسرت Nvidia نحو 589 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد تراجع سهمها بنسبة 17%، وهو أسوأ يوم في تاريخ الشركة. كما تراجعت أسهم "برود كوم" و"تي إم إس سي" بنسبة 17% و13% على التوالي.

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن ظهور "ديب سيك" يمثل "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا إلى إعادة تقييم استراتيجيات التكلفة والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي

وألمح بعض الخبراء إلى احتمال اتخاذ واشنطن إجراءات مماثلة لما حدث مع "تيك توك" و"هواوي"، مثل فرض قيود على التكنولوجيا الصينية.

مستقبل المنافسة في الذكاء الاصطناعي

وفقًا للخبير في التحول الرقمي فادي رمزي، فإن "ديب سيك" يمثل بداية لموجة جديدة من التطبيقات الصينية التي ستغير خريطة التكنولوجيا العالمية، مضيفًا أن الشركات الأميركية قد تستغرق وقتًا طويلاً لاستعادة تفوقها.

في المقابل، يرى بلال بالوش، الشريك في "شروق للاستثمار البديل"، أن الولايات المتحدة لا تزال متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن المنافسة الصينية أصبحت أكثر جدية، مضيفًا أن "ديب سيك" ما كان ليظهر لولا ريادة "أوبن إيه آي".

ماذا بعد؟

من المتوقع أن تستمر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يُرجّح ظهور نماذج صينية أخرى تنافس التطبيقات الأميركية، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الخدمات وزيادة الخيارات المتاحة للمستخدمين.

في النهاية، يبدو أن إطلاق "ديب سيك" قد فتح فصلاً جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، مما يجعل السنوات القادمة حاسمة في تحديد ملامح الهيمنة التكنولوجية بين واشنطن وبكين.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية