لعبة جديدة تحدد الإصابة بالتوحد بدقيقة واحدة (فيديو)
![{title}](/assets/2025-01-29/images/10_news_1738142815.png)
طور فريق من الباحثين في معهد كينيدي كريجر وجامعة نوتنغهام ترينت أداة رقمية جديدة تُسمى "التقييم المحوسب للتقليد الحركي" (CAMI) للكشف عن التوحد لدى الأطفال بدقة وكفاءة عالية.
وتعتمد الأداة على تقنية تتبع الحركة لقياس مهارات التقليد الحركي، ما يسمح بتمييز الأطفال المصابين بالتوحد عن غيرهم، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
شملت الدراسة 183 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عامًا، حيث طُلب منهم ممارسة لعبة فيديو تتضمن تقليد حركات رقص تؤديها شخصية رمزية لمدة دقيقة واحدة.
وقامت أداة CAMI بقياس أداء الأطفال وتمكنت من التمييز بين الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الطبيعيين بدقة 80%، كما فرّقت بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بدقة 70%.
ويعد هذا الإنجاز مهمًا نظرًا لصعوبة التمييز بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث تتداخل الأعراض في كثير من الأحيان، مما يجعل التفريق بينهما تحديًا حتى للأطباء المتخصصين.
وأوضح الدكتور ستيوارت موستوفسكي، طبيب أعصاب الأطفال ومدير مركز أبحاث النمو العصبي والتصوير في معهد كينيدي كريجر، أن هذه الأداة تمثل نقلة نوعية في تشخيص التوحد. وأشار إلى أن التشخيص التقليدي يستغرق وقتًا طويلاً، ويتطلب أطباء متخصصين، وقد يتراوح تكلفته بين 1500 و3000 دولار سنويًا.
وأفادت الدكتورة بهار تونكجينش، المعدة الرئيسية للدراسة وخبيرة التنمية الاجتماعية في جامعة نوتنغهام ترينت، أن التوحد لم يعد يُعتبر مجرد اضطراب في التواصل الاجتماعي، بل إن الصعوبات الحركية مثل التقليد الحركي تلعب دورًا مهمًا في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي.
وأضافت: "ما يجعل CAMI مميزة هو بساطتها، فهي ممتعة للأطفال، وسهلة الاستخدام للأطباء، وتوفر نتائج دقيقة بسرعة."
ويأمل الباحثون في تطوير CAMI لتشمل فئات عمرية أصغر وأطفالًا يعانون من تحديات نمو أكثر تعقيدًا، مما يزيد من تأثيرها. كما يمكن أن تلهم نجاح الأداة تطوير تقنيات جديدة لتحسين تشخيص اضطرابات النمو العصبي الأخرى.
وأكد موستوفسكي على أهمية توسيع نطاق استخدام الأداة، قائلاً: "يمكن لهذه التقنية أن تحدث تغييرا جذريًا في تشخيص التوحد عالميًا. من خلال تحسين دقة التشخيص، سنتمكن من توجيه الأطفال إلى التدخلات المناسبة، ما يحسن جودة حياتهم ونتائجهم طويلة المدى."
وقد تم نشر نتائج الدراسة في المجلة البريطانية للطب النفسي.