الزعارير يكتب: الملك لن يتزحزح عن مبادئه تجاه القضية الفلسطينية..

يقف الشعب الاردني بكل اطيافه السياسية والاجتماعية خلف مواقف الملك عبدالله المبدئية تجاه قضية الشعب الفلسطيني والتي ترتكز على اربعة مبادئ هي:
عودة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وفق قرارات الامم المتحدة.
اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ضمان الامن والاستقرار لجميع دول المنطقة بما فيها دولة اسرائيل.
هذا الموقف الاردني يحظى بدعم فلسطيني وعربي ودولي بما في ذلك موقف الولايات المتحدة الأميركية والامم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي.
التغيير في رئاسة الولايات المتحدة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من رئيس الى آخر، لا يؤثر كثيرا في رؤية الولايات المتحدة لحل قضية الشرق الأوسط ومستقبله، لان القرارات في الادارة الأميركية تصنع في مؤسسات عميقة في الولايات المتحدة وليست قرارات شخصية.
دور الرئيس الأميركي انه يتخذ القرارات ويضعها موضع التنفيذ لدى الجهات المعنية التنفيذية في الولايات المتحدة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب العائد الى البيت الابيض بنشوة قوية وفخر عظيم، يتميز عن غيره من الرؤساء بانه يرى بعودته رئيسا للولايات المتحدة انه سيكون المنقذ والحل لكثير من المعضلات الدولية، وبانه جدي جدا في طروحاته التي تعكس رؤيته في الحلول وخاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط، خاصة وانه يعود الى الحكم وامامه تغيرات كثيرة حدثت على ارض الواقع غيرت ملامح المشهد والتفكير في معظم معادلات ودول الشرق الاوسط، وعلى رأس هذه المتغيرات:
الوضع الامني الضعيف الذي تعرضت له اسرائيل في ٧/ اكتوبر مما افقدها هيبتها وقوة الردع التي كانت تبني عليها نظرية الامن القومي الاسرائيلي أمام عملية اكتوبر من المقاومة الفلسطينية في غزة.
والتغيير الثاني هو الحالة الكارثية التي تعرض لها شعب غزة من قبل الجيش الاسرائيلي والمعاناة غير المسبوقة لهذا الشعب الذي بات معظمه في العراء بأوضاع انسانية يندى لها جبين المجتمع الدولي.
والمتغير الثالث هو استمرار التهديد النووي الايراني لامن الخليج العربي ولامن اسرائيل، يضاف الى تلك المتغيرات تنامي الدور التركي في المنطقة والاوضاع الجديدة في سوريا..
كلّ الظروف وكل هذه التداخلات والتحديات في الشرق الاوسط لا تقدر على حلها دول المنطقة او على الاستمرار في ما آلت اليه الاوضاع فيها، ولا شك ان من يمتلك القدرة على مواجهتها وفرض حلول لها على مختلف اطراف الصراع هو الرئيس القوي في البيت الابيض ترامب، ولذلك من المرجح وبقوة ان تتعامل كل قيادات المنطقة بما في ذلك القيادة في اسرائيل مع الرئيس ترامب وتصوراته لمستقبل المنطقة، دون التخلي عن مشروع الدولة الفلسطينية التي باتت اقرب الى النور بعد حرب غزة وذلك وفق ترتيبات أميركية مع إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية المجا?رة والمحورية في صناعة مستقبل الشرق الاوسط واهمها الاردن ومصر والسعودية.
اعتقد بان التفاؤل مع مرحلة الرئيس ترامب لمستقبل القضية الفلسطينية هو ارجح من التشاؤم بعد كل هذه المآسي التي عانى ويعاني منها الفلسطينيون، والثمن الكبير الذي تدفعه اسرائيل يوميا منذ تأسيسها مقابل تعنتها ضد الحقوق الفلسطينية.
اما عن الدور الاردني فسيبقى الاردن اللاعب الرئيسي في صناعة مستقبل السلام واستقراره لكل المنطقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.