ابوحويله يكتب: الدراما الاردنية ...

إبراهيم ابوحويله
تغير ولا بد أن تتغير وإلا لن تتطور، نعم تأخذ الدراما في العصر الحالي صورة مختلفة لأن المتطلبات الجماهرية إختلفت، لم يعد هناك حاجة لأن تجلس منتظرا دقة الساعة التاسعة حتى تحضر مسلسلك المفضل، فبنقرة زر تستطيع ان تحضر ما تشاء وقتما تشاء وتقسمه إلى أوقات واجزاء، وهناك وجبات دسمة واخرى سامة، وهناك منصة تيد تجمع لك من نجح ولماذا نجح، وهناك عروض يضج بها الواقع الأفتراضي، وتسعى للمشاهد بالدعاية والمشاركة والتسلط والمفاجأة.
ونتوقع من المواقع الإعلامية الرسمية منافسة هؤلاء، في العروض الترفيهية والتسويقية المنافسة ستكون شرسة، ربما هناك باب تستطيع الدراما الولوج منه، وهو الدراما الهادفة، كلنا يذكر مسلسل مثل أرطغرل كيف غزا البيوت العربية والمشاهد العربي، وإستطاع السيطرة على ساحة كبيرة من المشاهدين، وهناك مسلسلات تاريخية مثل التغريبة والزير سالم فرضت نفسها، وأخرى إسلامية مثل عمر رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز.
لدينا كتاب مميزين وليد سيف وغيرهم، هنا لا تستطيع الهواية ولا الامكانيات البسيطة المنافسة، وسيبقى هذا المجال مفتوح بقوة للإنتاج المهني المحترف، والتلفزة الرسمية المدعومة.
وهنا لا بد من التفكير الجاد في تلك الفقرات القصيرة التي تحمل عبرة كبيرة ورسالة كبيرة، وتعمل على إيصالها لأجيال المستقبل عبر صور من الدراما المخففة التي تحمل قصة قصيرة صامتة معبرة، ولا أنسى تلك الرسالة التي حملها أحد هذه الأعمال عن تعب الأباء والصعوبات التي يواجهونها في العمل حتى ينعم الأبناء بحياة كريمة وتعلم ومستقبل أفضل.
هذه المقاطع القصيرة نقلت صورة معبرة لعالم كامل، لانها صامتة مثل مسلسلات شارلي شابلن، ولكنها ناطقة بالحياة كمستر بيين البريطاني، ويبقى باب الإبداع مفتوح لمن يملك وسائل جديدة، وفكر منفتح ويوظف امكانياته في صناعة محتوى هادف.