مهمة صعبة أمام الأردن لحماية أمنه القومي

{title}
أخبار الأردن -

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن العدوان الإسرائيلي على جنين يندرج ضمن استراتيجية ممنهجة تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية، مستغلة التحولات السياسية الدولية مع تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا العدوان لا يعد حدثًا منفصلًا، ذلك أنه يأتي جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تكريس الهيمنة الإسرائيلية عبر خطوات مدروسة تُفرغ الضفة الغربية من سكانها الأصليين، وتجعل من بقائهم فيها أمرًا بالغ الصعوبة.

وبيّن الحوارات أن إسرائيل مارست في غزة سياسة التهجير القسري تحت غطاء العمليات العسكرية، أما في الضفة الغربية، فهي تعتمد على ذرائع أمنية وادعاءات زائفة تصف المقاومين الفلسطينيين بالإرهابيين، لتبرير تصعيدها العسكري والسياسي، مضيفًا أن الهدف الحقيقي يتجاوز مزاعمها الأمنية، حيث تعمل على تفتيت النسيج الفلسطيني وتهجير السكان تدريجيًا، لتخلق بيئة طاردة غير قابلة للحياة، ما يضعف التمسك الفلسطيني بأرضه.

وذكر أن انعكاسات هذا المشهد الخطير على الأردن لا يمكن التقليل من شأنها، فأي تصعيد في الضفة الغربية ينعكس بشكل مباشر على الأمن القومي الأردني ويهدد استقراره، أولًا، لأن استقرار الضفة هو جزء من استقرار الإقليم، وأي اضطراب فيها يعني زعزعة الأوضاع على الحدود الأردنية، ما يضع ضغطًا أمنيًا كبيرًا على الأردن. ثانيًا، هذا التصعيد يفتح الباب أمام موجات جديدة من النزوح الفلسطيني، حيث يشكل الأردن الملاذ الأقرب لهؤلاء السكان، ما يُلقي عبئًا إضافيًا على موارده وبنيته التحتية. ثالثًا، يؤدي هذا الواقع إلى إضعاف أي فرص حقيقية للتوصل إلى حل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، وهو هدف استراتيجي تسعى السياسة الأردنية لتحقيقه منذ عقود.

واستطرد الحوارات قائلًا إن السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية تتعلق بتعزيز المشروع الاستيطاني على حساب الحقوق الفلسطينية، إذ تتبع إسرائيل أسلوب التصعيد العسكري لإضعاف المقاومة الفلسطينية وتشتيت الانتباه الدولي، ما يسمح لها بفرض مزيد من الوقائع على الأرض، مثل توسيع المستوطنات وبناء البنى التحتية التي تعزز السيطرة الإسرائيلية.

ولفت الانتباه إلى أن الأردن يدرك جيدًا أن هذه التحركات الإسرائيلية تمثل تهديدًا مباشرًا لأسس السلام العادل والشامل في المنطقة، ومن هذا المنطلق، يعمل الأردن على مواجهة هذه السياسات عبر أدواته الدبلوماسية، مسلطًا الضوء على خطورة الخطط الإسرائيلية التي تستهدف تقويض حل الدولتين وتحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة إنسانية بدلًا من كونها قضية سياسية عادلة.

ما يزيد الوضع تعقيدًا هو النهج الإسرائيلي في تحويل النقاشات الدولية من المطالبة بإنهاء الاحتلال إلى التركيز على قضايا ثانوية، مثل وقف إطلاق النار أو تخفيف التصعيد المؤقت، وهذه التكتيكات تهدف إلى طمس القضية المركزية، وهي الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير القانونية، وهنا تكمن خطورة الرؤية الإسرائيلية، التي تسعى لتحويل الأنظار عن الاحتلال، ما يؤدي إلى تغييب المطالبات بالعدالة الدولية لصالح حلول مؤقتة لا تمس جوهر المشكلة، وفقًا لما صرّح به الحوارات لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية