وزير الإعلام الفلسطيني السابق لـ"أخبار الأردن": 5 أمور أخفاها خطاب ترامب

{title}
أخبار الأردن -

قال وزير الإعلام الفلسطيني السابق، الدكتور نبيل عمرو إنه وسط ترقب عالمي غير مسبوق، تابع العالم عبر مليارات الشاشات خطاب التتويج الذي ألقاه الرئيس دونالد ترامب أمام البيت الأبيض.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ترامب أن أن يكون خطاب نقطة تحول تاريخية، لا مجرد لحظة احتفالية تقليدية، فالكلمات التي اختارها بعناية عكست رؤية مثيرة للجدل، ومليئة بالرسائل الرمزية التي تخاطب الداخل الأمريكي والعالم الخارجي على حد سواء.

ترامب وخطاب القطيعة

وبيّن عمرو أن ترامب بدا في رسالته الافتتاحية، وكأنه يطوي صفحة من تاريخ الولايات المتحدة ليبدأ كتابة صفحة جديدة، ركّز من خلالها على أن عهده يمثل فاصلًا زمنيًا بين ما وصفه بعهد الضعف والانحدار الذي خلّفه أسلافه، وعهد "أمريكا العظيمة" التي يَعِد بإعادة بنائها، مشيرًا إلى أن ترامب أراد أن يظهر رئيسًا يُعيد كتابة قواعد اللعبة، مستخدمًا لغة حادة ووعودًا طموحة، تعكس ثقته المفرطة في قدرته على قلب الموازين.

وذكر أنه لم يكن من الصعب تمييز الطابع العملي لخطاب ترامب، حيث طغت عقلية رجل الأعمال على حديثه، متجاهلًا تعقيدات السياسة التقليدية، إذ من الواضح أن ترامب ينظر إلى السياسة باعتبارها امتدادًا لعالم الصفقات، حيث تسود معايير الربح والخسارة، وهذا النهج قد يكون فعالًا في عقد الاتفاقيات التجارية، لكنه يثير القلق عندما يُطبق على السياسة الدولية، خاصة في ظل عالم تتشابك فيه المصالح وتتعمق فيه الأزمات الكبرى.

الشرق الأوسط تحت المجهر

فيما يتعلق بالشرق الأوسط، أظهر الخطاب بُعدًا سطحيًا ورؤية براغماتية محضة تجاه قضايا المنطقة، والقضية الفلسطينية، التي تمثل لب الصراع في المنطقة، لم تأخذ مكانًا جادًا في خطابه، وبدلًا من ذلك، ركّز على التطبيع مع إسرائيل باعتباره صفقة تجارية تهدف إلى جني مكاسب اقتصادية هائلة، بعيدًا عن أي محاولة لإرساء حلول عادلة أو مستدامة، ما يعكس رؤية ترامب للمسائل الدولية، حيث تُختزل القضايا السياسية المعقدة في صفقات تجارية، دون أي اعتبار للجوانب الإنسانية أو الأخلاقية، فبالنسبة له، الشرق الأوسط ليس سوى سوق مفتوحة للمصالح الأمريكية، تُدار بعقلية التاجر الذي يبحث عن الربح السريع.

عقلية المقاول في البيت الأبيض

وأكد عمرو أهمية إدراك أن خطابات المناسبات الاحتفالية لا تعكس بالضرورة سياسات حقيقية، وعلى الفاعلين في المنطقة تجاوز ما قيل في الخطاب، والتركيز على أفعال الإدارة الأمريكية المقبلة.

براغماتية ترامب

وأشار إلى أن نهج ترامب الواضح يفرض على دول المنطقة تبني مقاربة مختلفة، قائمة على التعامل ببراغماتية تُقارب براغماتيته، لا مكان في هذا العصر للمُثل والمبادئ التي لا تستند إلى قوة تُدافع عنها أو مصلحة تدعمها، والتعامل مع رئيس يرى السياسة بمنظور الصفقات يتطلب مهارة في صياغة المصالح المشتركة، ولغة واضحة تستند إلى القوة والقدرة على التأثير.

منطق القوة والمصالح

ولفت عمرو الانتباه إلى أن خطاب ترامب يفرض تحديات جديدة على العالم، وخاصة الشرق الأوسط، الذي أصبح مختبرًا حقيقيًا للسياسات البراغماتية الجامحة.

وفي هذا السياق، فإن الاستجابة لهذه التحديات تتطلب قراءة دقيقة ومنهجًا عمليًا يستوعب لغة القوة والمصلحة، لا لغة المبادئ المجردة، فمع ترامب، المقاول الأكبر، لا صوت يعلو فوق صوت الربح والخسارة، ولا مكان لمن لا يجيد قواعد اللعبة الجديدة في عالم تحكمه المصالح وتحركه الصفقات، وفقًأ لما صرّح به عمرو لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير