تحديات كبرى أمام الضمان الاجتماعي
علّق خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي، على العدد التراكمي لمتقاعدي الضمان الاجتماعي والذي وصل إلى 357 ألف و39 متقاعداً حتى تاريخه بالقول إنه يمثل علامة فارقة في مسيرة مؤسسة الضمان الاجتماعي، ويعكس تحديات كبيرة تواجهها، خاصة مع وتيرة التزايد السريع في أعداد المتقاعدين خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأوضح الصبيحي في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذا التسارع يثير العديد من التساؤلات حول قدرة النظام التأميني الحالي على الاستمرار في تأدية مهامه بكفاءة في ظل التغيرات الهيكلية والديموغرافية.
ونوّه الصبيحي إلى أن النمو في أعداد المتقاعدين يفوق بشكل ملحوظ معدل نمو أعداد المشتركين الجدد في النظام، ما يؤدي إلى خلل في التوازن المالي بين الإيرادات والنفقات، مضيفًا أن ارتفاع النفقات التأمينية بمعدلات أعلى من الإيرادات يمثل معضلة حقيقية تهدد الاستدامة المالية للنظام على المدى البعيد.
وذكر أن هذا الواقع يتطلب إعادة نظر شاملة في السياسات التأمينية الحالية، والبحث عن حلول مبتكرة لتعزيز استدامة النظام، مستطردًا أن أحد المحاور الأساسية في هذا الإطار يتمثل في توسيع قاعدة المشتركين، لا سيما من الفئات العاملة في الاقتصاد غير المنظم، وتفعيل برامج تشجع انخراط الشباب في النظام التأميني بشكل أكبر.
وأكد الصبيحي ضرورة مراجعة سياسات الحكومة في الإحالة على التقاعد المبكر القسري "دون طلب الموظف"، والبدء بمراجعة شاملة لكافة بنود قانون الضمان بما يتلاءم مع الاحتياجات المستقبلية للمؤسسة ونظامها التأميني، مشيرًا إلى أن التحليل العميق للبيانات الديموغرافية والمالية يمكن أن يسهم في تصميم سياسات أكثر دقة وفاعلية في التعامل مع هذه التحديات.
ولفت الانتباه إلى أن الاستجابة لهذه التحديات يجب أن تكون استباقية وشاملة، تضع في الاعتبار التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المملكة، وتسعى إلى بناء نظام تأميني أكثر صلابة وحماية واستدامة.

