بني ارشيد لـ"أخبار الأردن": علينا الحذر من هؤلاء
قال الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد إن الجدل حول مفهومي النصر والهزيمة لا يمكن اختزاله في إطار نظري مجرد، ذلك أنه إشكالية تنعكس على الواقع السياسي والاجتماعي، وتؤثر في تشكيل المواقف والرؤى.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الحياة بتعقيداتها وتشابكاتها أكبر بكثير من ثنائيات مبسطة تحصر الأمور في نصر مطلق أو هزيمة شاملة.
وبيّن بني ارشيد أن ما شهدته غزة كان تجربة قاسية ومكلفة بكل المقاييس، لكنها في ذات الوقت مثلت نموذجًا مشرفًا للصمود الإنساني والبطولة التي تتحدى المستحيل، مضيفًا أنها فضحت الوجه الحقيقي لوحشية العدو، وكشفت زيف المراهنات على اعتداله أو إمكانية تحييده، وأوقعته في أزمات استراتيجية عميقة.
ومع ذلك، نجد بعض الأصوات التي تُصرّ على قراءة ما جرى من خلال قناعاتها المسبقة أو آمالها الخائبة، فتقع في فخ التحيز والمغالاة، وهؤلاء يرفضون الاعتراف بما تحقق، ويعمدون إلى التقليل من شأن الإنجازات، متعصبين لأحكامهم التي لا تعكس إلا إخفاق أمانيهم، وفقًا لما صرّح به بني ارشيد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وذكر أن هزيمة المشروع الصهيوني لا تعد انتصارًا لفصيل أو جماعة، فهي مكسب استراتيجي عظيم للشعوب كافة، ومصلحة حيوية للأنظمة التي تدرك أن زوال هذا المشروع هو شرط لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن فرحة أهل غزة، رغم ما أصابهم من جراح ودمار، تعد أصدق تعبير عن إرادة لا تُقهر، وعن وعي مبهج يغيظ المحتل، ويُلهم الأحرار حول العالم، الأمر الذي يدركه الكثير.
واختتم حديثه بالقول إن سعادة أهل غزة رسالة رمزية تعكس صمودًا أعمق من كل الحسابات، وإيمانًا بأن النصر ليس محطة نهائية، مشيرًا إلى أن ما جرى يعد مسارًا مستمرًا يعيد تشكيل المعادلات الكبرى، ويؤكد أن إرادة الشعوب أقوى من أي احتلال أو قمع.

