أبو خليل لـ"أخبار الأردن": غزة من المحطات التاريخية الأكثر مأساوية

{title}
أخبار الأردن -

قال الصحافي والأنثروبولوجي أحمد أبو خليل إن التاريخ الإنساني شهد محطات فارقة تميزت بدمويتها وآلامها، إلا أن المحطة الأخيرة الممتدة على مدى سنة ونصف في غزة تظل حاضرة كأكثر الفترات قتامة وشدة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن العدوان الإسرائيلي على غزة أضحى مشهدًا مأساويًا لفصول من الدمار الشامل والتدمير المنهجي الذي امتد عبر حدود الأوطان ليترك بصماته الغائرة في ضمير الإنسانية.

وبيّن أبو خليل أن الكوارث تجلت في أسوأ أشكالها، من قتل، وتهجير، وتخريب، حتى أصبحت الفاجعة هي السمة الأبرز لهذه المرحلة، مضيفًا أن محاولات تأريخ هذا الدمار الشامل تكاد تعجز عن الإحاطة بحجم المآسي التي طالت الإنسان والأرض على حد سواء، فهي فترة استثنائية في تاريخ البشرية، امتد أثرها ليقوض البنى الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية في مختلف المناطق، ذلك أن هذه الحوادث المتعاقبة جاءت كحلقات مترابطة في سلسلة طويلة من الصراعات التي لا تعرف نهاية، لتعمّق من أوجاع شعوبٍ تقف على حافة الانهيار.

وأشار إلى أن غزة برزت رمزًا خالدًا للصمود في وجه رياح الهدم العاتية، فهي شكلت ملحمة إنسانية استثنائية عكست قدرة الإنسان على المقاومة والثبات، ولم ينكسر الشعب الغزاوي رغم سنوات طويلة من الحصار والتدمير، بل ظل متشبثًا بأرضه، متمسكًا بكرامته، رافضًا الخضوع لآلة القهر، مستطردًا أن غزة كانت ولا تزال شاهدًا حيًا على أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تنكسر أمام جبروت الاحتلال.

ولفت أبو خليل الانتباه إلى أن تأريخ هذه الفترة يستدعي رؤية متوازنة وشاملة، تأخذ بعين الاعتبار كافة أبعاد المشهد الإنساني، والسياسي، والاجتماعي، فلا يمكن اختزال هذا التاريخ في المعاناة وحدها، كما لا يمكن تجاهل لحظات الصمود والتحدي التي أضاءت عتمة هذه المرحلة، متابعًا أن الكتابة عن هذه المحطة تفرض علينا تقديم رواية دقيقة لا تجنح إلى انتقاء الزوايا المريحة، بل تعكس الواقع بجوانبه المأساوية والمشرقة على حد سواء.

وأكد ما مثلته هذه الفترة من اختبار عميق لإنسانية الإنسان، ورغم قسوتها، فإنها حملت في طياتها دروسًا عظيمة حول القدرة على الصمود والإصرار على البقاء، مضيفًا أنها حقبة ستظل حاضرة في الذاكرة الجماعية، كتذكير بما يمكن أن يفعله القهر والتدمير، وكشهادة على أن الحرية لا تمنح، بل تنتزع بالثبات والتضحية، وستبقى غزة، بما تحمله من معاني النضال والإباء، رمزًا خالدًا في سفر الإنسانية، ودليلًا على أن الكرامة الإنسانية لا تموت مهما اشتدت المحن وتكاثفت الظلمات.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية