الحوارات لـ"أخبار الأردن": ملفات حساسة تجنبها اتفاق الهدنة

{title}
أخبار الأردن -

قال المحلل السياسي الدكتور منذر حوارات إن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يُثير تساؤلات كبرى حول مستقبله وأبعاده، فهو في جوهره ليس إنهاءً للحرب بل ترتيبًا مؤقتًا يقتصر على آلية لتبادل الأسرى والرهائن بين الطرفين، مع تلميحات مقتضبة لبعض القضايا الأمنية المحورية.

ومع ذلك، فإن الاتفاق يتجنب تمامًا تناول الملفات السياسية الأعمق، مثل مستقبل قطاع غزة ومن سيدير دفة الأمور فيه، ليبقى الغموض سيد الموقف، فهل ستكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة المعنية بإدارة القطاع؟ أم سيُدار عبر قوة محلية بإشراف دولي؟ أم أن حماس ستظل محتفظة بسيطرتها؟.

وأوضح الحوارات في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التصريحات الأمريكية والإسرائيلية تُجمع على رؤية قطاع غزة خاليًا من القوة العسكرية لحماس، إلا أن هذه الرؤية تفتقر إلى خطط واضحة وقابلة للتطبيق، وفي ظل غياب التوافق الدولي والمحلي حول ترتيبات ما بعد نزع السلاح، يبقى هذا البند مفتوحًا لتفسيرات عدة، وقد يتحول إلى عقبة تعيق أي تقدم حقيقي نحو الاستقرار.

الضغوط الأمريكية وحسابات نتنياهو

وذكر أن الاتفاق يحظى بدعم قوي من الإدارة الأمريكية، التي يبدو أنها تسابق الزمن لتحقيق مكاسب ملموسة في الشرق الأوسط قبل نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب، وهذا الدعم يُترجم إلى ضغوط مباشرة على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه بدورها تحديات داخلية، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُدير ملف الاتفاق بمهارة سياسية معقدة، إذ يواجه معارضة من داخل حكومته، حيث هدد بعض الوزراء بالاستقالة كوسيلة للضغط، ومع ذلك، يُرجّح أن تكون هذه التحركات جزءًا من تكتيكات نتنياهو المعتادة للالتفاف على الضغوط الداخلية والخارجية، دون السماح بانهيار حكومته.

اليوم التالي: سيناريوهات إدارة غزة

واستطرد الحوارات قائلًا إن النقاش حول اليوم التالي في غزة لم يُحسم بعد، فهناك سيناريوهات متضاربة: هل ستؤول إدارة القطاع إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، أم ستبقى تحت سيطرة حماس، أم سيُصار إلى تشكيل كيان محلي مدعوم دوليًا؟، فاللافت أن إسرائيل تُصرّ على فصل القطاع عن الضفة الغربية، ما يُكرّس مزيدًا من التجزئة للقضية الفلسطينية ويُعقّد احتمالات الحل الشامل.

ورغم الدعم الأمريكي الكبير، فإن مستقبل هذا الاتفاق يظل رهنًا بمواقف الأطراف المعنية وتوازنات القوى، فقد تُقدم إسرائيل على تعطيله إذا شعرت بأن الترتيبات لا تخدم مصالحها الاستراتيجية، كما أن حماس قد تجد في نسفه خياراً إذا تعارض مع رؤيتها لما بعد وقف إطلاق النار، وفقًا لما صرّح به الحوارات لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية.

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية