إعلام عبري: حماس لم تخضع للضغوط وخرجت من الحرب قوية
تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية صفقة تبادل الأسرى المعلنة مؤخرًا، مسلطة الضوء على الثمن الباهظ الذي دفعته تل أبيب في هذه الصفقة دون تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب.
ووفقًا لمحلل الشؤون الفلسطينية في قناة "آي 24"، تسفيكا يحزقيلي، فإن حماس حصلت على صفقة شاملة مقابل صفقة جزئية لإسرائيل. وأكد أن الحركة استعادت وضعها السابق في غزة، مشيرًا إلى أنها خرجت من الحرب واقفة على قدميها بينما فقدت إسرائيل أدوات الضغط عليها، بالإضافة إلى تصاعد المواجهات في الضفة الغربية.
وأضاف يحزقيلي أن الضغوط الدولية كانت أثقل على إسرائيل مقارنة بحماس، معتبرًا أن الأخيرة لم تستجب لأي ضغوط، ما وضع تل أبيب في موقف صعب إذا كانت هذه هي نهاية الحرب.
إسرائيل دفعت أثمانًا باهظة
على صعيد متصل، أكد يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً ولم تعد تملك وسائل ضغط على حماس، لافتًا إلى أن الحركة يمكنها إفشال الصفقة الجزئية في أي وقت، ما يعني أن إسرائيل قد تضطر للعودة للقتال في ظروف أصعب من ذي قبل.
من جانبه، أشار اللواء احتياط غيورا آيلاند، عراب خطة الجنرالات، إلى أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية من الحرب، فلم تتمكن من القضاء على حماس أو استعادة الأسرى، أو حتى الإطاحة بالحركة من حكم قطاع غزة.
انتقادات للحكومة الإسرائيلية
تزامنًا مع ذلك، وجهت نيسلي باردا، مقدمة برامج سياسية في القناة 12، انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، متهمة إياهم بتضليل الرأي العام بشعارات النصر بدلًا من مواجهة الشعب بالحقيقة الصعبة، وهي أن مواجهة التهديد القادم من غزة باتت مستحيلة، سواء بدعم حماس ماليًا أو بمواجهتها عسكريًا.
كما تناول مراسلو القنوات الإسرائيلية تفاصيل المفاوضات، مشيرين إلى أن نتنياهو حاول حتى اللحظة الأخيرة إثبات أنه يتمسك بمواقف حاسمة، خصوصًا فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا بين غزة ومصر. إلا أن التقارير أكدت أن هذه النقاط حُسمت قبل الإعلان عن الصفقة، مشددة على أن المقاومة الفلسطينية رفضت أي اتفاق لا يتضمن انسحاب قوات الاحتلال من محوري فيلادلفيا ونتساريم، وهو ما تضمنته الصفقة الأخيرة.
تحولات استراتيجية
الصفقة الأخيرة أبرزت تحولًا في ميزان القوى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ تمكنت حماس من الحفاظ على موقفها، بينما فشلت إسرائيل في فرض شروطها، ما يشكل تحديًا كبيرًا للمستقبل الأمني والسياسي لتل أبيب في ظل تراجع قدرتها على الردع، وفق تعليقات المحللين.