صحفيون وكُتّاب لـ"أخبار الأردن": الأردن قدّم ما تمليه قناعات راسخة لا نوايا متذبذبة
قال الصحفي طلال غنيمات إن الأردن لم يكن يومًا بمعزل عن الهم الفلسطيني، فقد كان في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حاملًا لواء النضال السياسي والإنساني في وجه التحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف أنه مع تصاعد العدوان الأخير على قطاع غزة، برزت مرة أخرى مواقف الأردن الراسخة، التي جمعت بين الحكمة السياسية والمبادرة الإنسانية، تأكيدًا على الالتزام الثابت تجاه الأشقاء في القطاع المحاصر.
على الجانب الإنساني، أثبت الأردن أن المواقف لا تكتمل دون الأفعال، فمع استمرار المعاناة في القطاع، تحركت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بسرعة لإرسال قوافل مساعدات طارئة محملة بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية الضرورية، كما استمر المستشفى الميداني الأردني، الذي يقف شاهدًا على عمق الالتزام الأردني، في تقديم خدماته الطبية بلا انقطاع، رغم الظروف الأمنية والإنسانية القاسية، وفقًا لما صرّح به غنيمات.
هذا الحضور الإنساني الميداني، الذي يتجاوز الدعم اللحظي إلى بناء جسور دائمة مع سكان القطاع، يبرز أن الأردن يرى في غزة مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يمكن التخلي عنها.
ونوّه غنيمات إلى أن إعلان الهدنة في غزة لا يعني نهاية التحديات، فالأردن يظل في مقدمة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، مستندًا إلى إرث تاريخي ومواقف ثابتة، ترى في القضية الفلسطينية بوابة الاستقرار الإقليمي وسلام العالم.
وشدد على أن الأردن – ومنذ عقود - يحمل راية الدفاع عن فلسطين، بعيدًا عن مفهوم العبء السياسي، وقريبًا من الواجب القومي والإنساني.
بدوره، قال الكاتب، المحامي سائد كراجه إنه بعد أكثر من 467 يومًا من القصف المستمر والمجازر المروعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة، يأتي إعلان وقف إطلاق النار ليشكل فصلًا جديدًا من فصول المعركة، لا تنتهي فيه آلام الفلسطينيين، بل تفتح أمامنا أبواب التساؤل حول مصير القضية الفلسطينية وكيفية بناء مستقبل جديد يستند إلى العدالة.
ورغم أن الأردن لم يشارك مباشرة في جهود الوصول إلى هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قطر، إلا أن الدور الذي لعبته الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني يبقى علامة فارقة في مواجهة هذا العدوان.
وأشار إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان في طليعة المدافعين عن غزة في محافل العالم السياسية، حيث تصدت الدبلوماسية الأردنية بحكمة وبأعلى درجات المسؤولية لكافة محاولات الكيان الصهيوني تبرير عدوانه الوحشي، في وقت كانت فيه دول عديدة تخشى التصعيد أو الوقوف ضد إسرائيل، كان الأردن الصوت الثابت والمناصر للحق الفلسطيني.
وبيّن أنه في جميع اللقاءات والمنتديات الدولية، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته الملكة رانيا العبد الله، ووزير الخارجية أيمنن الصفدي في كشف أبعاد الجريمة الإسرائيلية ضد الإنسانية، وتحفيز العالم على تحمل مسؤوليته، فقد استطاع الأردن أن يكون صوتًا منفردًا في فضح الأكاذيب الإسرائيلية وكشف واقع المعاناة في غزة، مما جعله محط احترام في كافة المحافل الدولية.
وأكد كراجه أن الموقف الأردني امتد وصولًا حتى الشعب الذي انخرط في دعم القضية الفلسطينية من خلال الوقفات الشعبية والاحتجاجات والمبادرات الإنسانية، حتى أظهر الأردنيون بوضوح التزامهم العميق بقضية فلسطين، وأكدوا وقوفهم الراسخ إلى جانب غزة في محنتها، وهذا الموقف الشعبي، الذي تنوع بين الجهود الإغاثية والسياسية، أعطى نموذجًا من التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني وأكد أن الشعب الأردني لا يتوانى عن الوقوف إلى جانب الأشقاء في كل الظروف.
وبينما يمثل وقف إطلاق النار خطوة في طريق تخفيف المعاناة، إلا أن التحديات المقبلة تظل أكثر تعقيدًا، فمن المؤكد أن مشروع الاحتلال الصهيوني في تغيير معالم الشرق الأوسط وتوسيع نفوذه لن يتوقف بمجرد توقف إطلاق النار، ومن هنا، تبرز الحاجة إلى فحص دقيق لما ستسفر عنه المرحلة القادمة من الترتيبات السياسية، سواء كان في مجال إعادة بناء غزة أو في تحديد مصير القضية الفلسطينية في المدى البعيد.
واختتم كراجه حديثه بالقول إن الأردن، وبحكم موقعه الاستراتيجي وقيادته الحكيمة، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يكون في صدارة العمل العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية، فلا يكفي أن نهنئ أنفسنا بمواقفنا الحالية، إذ علينا أن نكون يقظين لما قد تخبئه الأيام القادمة من مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يتطلب منا أن نكون صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، وأن نواجه التحديات السياسية القادمة بروح واحدة، ساعين للحفاظ على الأمن الوطني الأردني، إلى جانب التزامنا الثابت بحق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال.
من جانبه، قال الباحث والناشط السياسي الدكتور أحمد أبو ارميله إن دور الأردن في دعم القضية الفلسطينية ليس جديدًا ولا طارئًا، إذ إنه امتداد طبيعي لموقف قومي وإنساني ثابت. فمنذ اليوم الأول للعدوان، تحرك الأردن على كافة المستويات السياسية والإنسانية، حاملًا صوت غزة إلى العالم، ومؤكدًا جوهرية القضية الفلسطينية في المنطقة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية أن قوافل المساعدات الأردنية استمرت في عبور الحدود نحو غزة، محملة بالغذاء والدواء، لتثبت أن الدم الأردني والفلسطيني نبض واحد لا ينفصل، وعلى المستوى السياسي، كان الأردن في طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، محذرًا من خطورة استمرار الاحتلال والعدوان، ومطالبًا العالم بالوقوف عند مسؤولياته.