نتنياهو وخطط نقل الصراع للضفة الغربية

{title}
أخبار الأردن -

تسير الأمور بخطواتها الأخيرة نحو إبرام الصفقة، حيث يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس في وضع يسمح له بالصدام مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

الظروف الداخلية في إسرائيل تدفع باتجاه الصفقة وتوفر لها الدعم؛ إذ تحظى هذه الخطوة بتأييد واسع داخل "الكابنيت" والحكومة والكنيست، إضافة إلى أغلبية في الرأي العام الإسرائيلي، كما أن هناك قناعة متزايدة بأن استمرار الحرب سيؤدي إلى تآكل المكاسب التي حققتها إسرائيل على الأرض، وفقًا لما قاله الباحث في مركز "تقدم للسياسات" – لندن، أمير مخول.

وفيما يتعلق بأصوات المعارضة داخل الحكومة، مثل تلك الصادرة عن سموتريتش وبن غفير، فإنها تبدو وظيفية أكثر منها تهديدية لنتنياهو. فهذان الزعيمان يعانيان من أزمات داخلية وتصدعات داخل حزبيهما المنتميين إلى تيار الصهيونية الدينية، مما يجعل موقفهما ضعيفًا نسبيًا. بالمقابل، تمثل الوزيرة أوريت ستروك حالة استثنائية داخل هذا التيار، حيث تتميز بمواقف عقائدية متشددة قد تدفعها إلى الخروج من الحكومة أو حتى العمل على الإطاحة بسموتريتش، الذي أصبح يعاني من ضعف سياسي، ولا يجد بيتًا سياسيًا سوى في إطار الائتلاف الحالي.

في المقابل، يمكن القول إن الرابح الأكبر من هذه الصفقة هو ترامب، الذي يسعى لتعزيز صورته دوليًا، بينما تشمل قائمة الخاسرين نتنياهو وحركة حماس، ويأتي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على رأس المتضررين من الوضع الحالي. ومع ذلك، فإن الشعب الفلسطيني قد يكون أول المستفيدين من إبرام الصفقة، حيث ستمكنه من التقاط أنفاسه والخروج من دائرة الإبادة الممنهجة التي يواجهها. عائلات الأسرى الإسرائيليين ستشعر بنوع من الراحة، فيما ستسجل الحركة الأسيرة الفلسطينية مكسبًا جزئيًا يتمثل في كسر حدة المعاناة، لكنها لن تصل إلى مستوى الشعور بالانتصار، بل ستبقى أقرب إلى الشعور بالانتكاسة.

في حال إبرام الهدنة، فمن المرجح أن تستمر، إذ أن المجتمع الإسرائيلي بات منهكًا، كما أن الفلسطينيين في غزة سيحاولون ترميم ما يمكن ترميمه من حياتهم، رافضين أن يبقوا رهائن لحرب جديدة. ورغم احتمال وقوع اختراقات للهدنة، فإنها قد تكون استثناءً وليس القاعدة.

ومع ذلك، يبقى احتمال تصعيد جديد قائمًا إذا ما قرر نتنياهو نقل الصراع إلى الضفة الغربية، وهي خطوة قد تؤدي إلى إشعال الوضع مجددًا، لكنها تبدو مستبعدة في الوقت الراهن.

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير