الباحث مخول لـ"أخبار الأردن": عودة ترامب مقابل إزاحة نتنياهو

{title}
أخبار الأردن -

قال الباحث في مركز "تقدم للسياسات" – لندن، أمير مخول إن زيارة مبعوث ترامب لشؤون المنطقة إلى كل من تل أبيب والدوحة تشكل دليلًا على أولوية صفقة تبادل الرهائن، كما تسلط الضوء على التوافق بين إدارة ترامب، التي تستعد لدخول البيت الأبيض، وإدارة بايدن في أيامها الأخيرة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترنية أن الصفقة قوبلت بانتقادات داخلية، حيث وصفت الوزيرة أورييت ستروك هذه الخطوة بأنها "هدية للإرهاب" ودعت إلى ضم قطاع غزة واستيطانه، لا سيما في شماله.

وبيّن مخول أن مواجهة هذه الاعتراضات، تطلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإشارة إلى أهمية الحفاظ على علاقات قوية مع إدارة ترامب، ذلك أن إسرائيل "ملزمة بعدم الإضرار بعلاقاتها معه، خصوصًا قبل دخوله البيت الأبيض". 

وبرغم اعترافه بأن الصفقة ليست مثالية، أكد أنها ضرورة استراتيجية في ظل التحديات الكبرى مثل الحرب ضد إيران والتطبيع مع السعودية، كما أظهر نتنياهو تقاربًا مع موقف الجيش الإسرائيلي الذي يرى أن استمرار نزيف الدماء في غزة لا يخدم الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد أعداد الجنود القتلى. ومع ذلك، يواجه نتنياهو تحديًا كبيرًا في الموازنة بين أولويات الأمن القومي ومطالب الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تهدد استقرار ائتلافه الحكومي.

وذكر مخول أن نتنياهو يراهن على إتمام الصفقة على مراحل، مع إبقاء الاحتلال الإسرائيلي في بعض المناطق الاستراتيجية بغزة واستئناف الحرب عند الضرورة، لكنه يواجه انتقادات شديدة من اليمين المتطرف، الذي يرى في هذه الخطوات تراجعًا عن الأهداف الإسرائيلية، لتتفاقم هذه الانتقادات بعد قرار تأجيل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، ما أثار جدلًا داخليًا حول استدامة التواجد العسكري هناك.

في السياق العام، يبدو أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، بقيادة شخصيات مثل سموتريتش وبن غفير، بدأ يدرك محدودية تأثيره على السياسة الأمريكية، رغم رهاناته على ترامب، وبرغم الدعم المالي الهائل الذي قدمه أثرياء أمريكيون مثل مريم أدلسون لحملته الانتخابية، فإن التغيرات الإقليمية والدولية تفرض قيودًا على قدرة ترامب على تحقيق طموحات هذا التيار، كما أن تراجع مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، إلى جانب تصاعد أهمية القضية الفلسطينية، يزيد من صعوبة تنفيذ أجندة اليمين المتطرف.

على المستوى الداخلي، أشار مخول إلى أن نتنياهو يواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على استقرار ائتلافه الحاكم، فالانقسامات داخل حزبي الصهيونية الدينية بدأت تظهر إلى العلن، مع بوادر استياء من قيادات مثل ألموغ كوهين، الذي يسعى لتشكيل كتلة برلمانية جديدة، كما أن العلاقة بين الأحزاب الدينية الحريدية وحزبي الصهيونية الدينية باتت محل شكوك، ما يضعف قدرة نتنياهو على المناورة السياسية.

أما على المستوى الأمريكي، فإن التوافق المحتمل بين ترامب ونتنياهو قد يقتصر على قضايا مثل الموقف من إيران. ومع ذلك، ليس من المؤكد أن إدارة ترامب ستتبنى نهجًا يتماشى مع رؤية نتنياهو للحرب الإقليمية، خاصة في ظل استعداد إيران للمضي نحو اتفاق نووي جديد يتماشى مع السياسة الأمريكية.

برغم هذه التعقيدات، يبدو أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تضع حدًا لحكم نتنياهو إذا لم يتمكن الأخير من التكيف مع أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة. هذا السيناريو قد يدفع إسرائيل نحو انتخابات مبكرة، ما يفتح المجال أمام تحركات داخل الليكود لإيجاد بديل لنتنياهو. ومع تصاعد القلق داخل أوساط اليمين الإسرائيلي، يبدو أن التفاؤل السابق بولاية ترامب الجديدة بدأ يتلاشى تدريجيًا. 

ونوّه مخول أنه لا يمكن للعرب والفلسطينيين الاعتماد على تغيير جذري في سياسات ترامب، لكنه سيكون مضطرًا لتكييف استراتيجياته مع المتغيرات الإقليمية والدولية. العامل الحاسم هنا يكمن في بلورة موقف عربي موحد ومدعوم دوليًا يدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية، ورغم أن هذا الموقف لن يدفع واشنطن بالضرورة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنه قد يحد من الخطط الإسرائيلية لضم الضفة الغربية ويوقف التصعيد في غزة.

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير