مختصون: تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل مهم ويدعم رفاهية الأردنيين
أكد مختصون بالقطاع الرقمي، الثلاثاء، على أهمية تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل، لفتح آفاق جديدة تضع الأردن على خارطة الابتكار العالمية.
بعث جلالة الملك عبدالله الثاني، الاثنين، رسالة إلى رئيس الوزراء جعفر حسان، كلفه فيها بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل، وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
وشدد المختصون في حديثهم لـ "المملكة" على أهمية الحفاظ على السردية الأردنية في المجال الرقمي لكون الأردن دولة رائدة في هذا القطاع.
وأشاروا إلى أن وجود مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل لا تقتصر أهميته على الجانبين الرسمي والخاص بل عمله مرتبط بحياة المواطن ورفاهيته لمساهمته بالنمو الاقتصادي وتسهيل حياة الأردنيين عبر متابعته لكافة تطورات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق أحمد هناندة قال إن إنشاء مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل في الأردن خطوة مهمة جدا كونها تأتي بتكليف من جلالة الملك عبدالله الثاني وبمتابعة من سمو ولي العهد.
وأضاف في حديثه لـ"المملكة" أن هذه الخطوة ستسهم بتعزيز وتأكيد أهمية القطاع الرقمي إضافة لأهميته بالمستقبل الاقتصادي والإداري في الأردن.
وبين أن تكنولوجيا المستقبل مرتبطة بتحسين ورفاهية حياة الأردنيين.
وأشار هناندة إلى أن الأردن لديه سردية مهمة في المجال الرقمي، لأنه دولة رائدة بالقطاع الرقمي، ولا بد من المحافظة عليها وتعزيز دور الأردن بهذا القطاع الرقمي.
وأشار إلى أن القطاع الرقمي يوفر فرصا كبيرة ويقدم مفاهيم جديدة.
وبخصوص علاقة تكنولوجيا المستقبل بحياة المواطنين قال هناندة إن مواكبة التحول الرقمي تعني تقديم خدمات أسهل للمواطنين وتحقيق نمو اقتصادي أفضل مما يعني توفير وظائف أكثر ورفاهية.
ولفت هناندة إلى أن التحول الرقمي لا يتعلق بمؤسسة واحدة أو جهة محددة وإنما هو جهد لجميع القطاعات.
وشدد هناندة على أنه يجب أن يكون هنالك جهة إشرافية لتطوير المهارات الرقمية بمناهج وأساليب التعليم.
وأكد هناندة على أهمية التأكد من مواكبة كافة المتغيرات الرقمية السريعة في العالم والمحافظة على دور الأردن بالمجال الرقمي ومتابعة تطوير الخدمات الرقمية المقدمة للأردنيين.
وحول عمل مجلس تكنولوجيا المستقبل قال إن كتاب التكليف الملكي واضح حيث يجب العمل على ملف البنية التحتية الرقمية والبيئة التشريعية.
ولفت هناندة إلى أن إنشاء المجلس مرتبط برؤية التحديث الاقتصادي التي تتطرق لرفاهية المواطن.
وقال إن الأولوية الآن هي لوضع استراتيجية وتحديد الأولويات حيث يجب أخذ كل القطاعات التي تتبني عملية التحول الرقمي في هذا الإطار.
كما شدد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج"، نضال البيطار على أهمية الخطوة الملكية بتكليف رئيس الوزراء بتشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل.
وقال البيطار لـ "المملكة" إن هذه الخطوة ستعزز مكانة الأردن عالميا بقطاع تكنولوجيا المعلومات وستقود لتحقيق مفهوم "السيادة الرقمية" التي تعتبر ضرورة استراتيجية لضمان استقلالية الدول في القرارات الاقتصادية.
ولفت إلى أن الأردن لديه الكفاءة والقدرة على تحقيق هذه الخطوة لأن لديه الكوادر البشرية المميزة، مشيرا لأهمية هذه الحظوة التي تحظي بدعم الملك وولي العهد.
وحول القطاعات المرتبطة بتكنولوجيا المستقبل قال البيطار إنها قطاعات متعددة منها الصحي والتعليم والنقل والمياه وغيرها، كون التكنولوجيا تدخل بكافة القطاعات وهذا يسهم برفاه المواطن.
ودعا البيطار المجلس المشكل لوضع استراتيجية وطنية شاملة لتكنولوجيا المستقبل، يجري بها تحديد الأولويات الوطنية للتكنولوجيا العميقة مثل البيانات الضخمة والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيره.
وشدد على أهمية وجود تكامل داخل المجلس بحيث يعمل مع الأكاديميين والقطاعين الخاص والعام، بحيث يكون المجلس منصة تشاركية تسهم بتحديث التعليم وبناء الكفاءات وتوفير المهارات التكنولوجية.
"نريد أن نكون سباقين وليس مواكبين فقط" وفق البيطار الذي أشار إلى أن دولا متقدمة فيها مجالس على غرار المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل مثل الصين اليابان فرنسا ألمانيا وغيرها من الدول.
وشدد على أهمية البحث والتطوير بهذا المجلس، عبر وجود خبراء ومختصين به.
رئيس مجلس المهارات لقطاع تكنولوجيا المعلومات ورئيس مجلس Digiskills علاء نشيوات قال لـ "المملكة" إن تكنولوجيا المستقبل هي الطريق نحو التقدم وهي خطوة مهمة لبناء مستقبل أفضل للأردن.
ولفت إلى أن تكنولوجيا المستقبل تشمل أدوات مثل الذكاء الاصطناعي، والأجهزة المتصلة بالإنترنت (إنترنت الأشياء)، الواقع الافتراضي، والطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن هذه التقنيات تساعد على تحسين الحياة اليومية، مثل تسريع الخدمات، توفير فرص عمل جديدة، وحل مشاكل كبيرة في مجالات مثل الصحة والتعليم والنقل.
وبخصوص المطلوب لتنفيذ هذه الرؤية دعا نشيوات إلى التركيز على تعليم الشباب المهارات الحديثة وتوفير التدريب العملي لهم.
وقال إنه يوجد في الأردن شبكات اتصالات متطورة وعلينا البناء عليها وأيضا علينا دعم المشاريع المبتكرة من خلال الشراكة الحقيقة والفعلية بين الحكومة والشركات الخاصة والجامعات.
وركز نشيوات على ملف الأبحاث الأكاديمية الأردنية النظرية والتي من الممكن أن تتحقق عمليا.
ولفت إلى أن هناك مبادرات مرتبطة بسد الفجوة بين سوق العمل والتعليم الأكاديمي ومنها مبادرة Digiskills، التي تعمل على سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل.
ولفت إلى أنه يمكن لـ Digiskills دعم مجلس تكنولوجيا المستقبل من خلال تدريب الشباب على المهارات التكنولوجية المطلوبة.
ولفت إلى أن المبادرة تقوم حاليا بإدارة تدريب ٢٠٠٠ خريج على تكنولوجيا متقدمة حديثة دون تكليف المتدرب أي عبء مالي.
ولفت إلى أن التدريب يشمل البرمجة المتقدمة وتحليل البيانات بمدة ٣ إلى ٦ أشهر وتجهيزهم للعمل في المجالات الرقمية الحديثة وبناء منصة لتسجيل الكفاءات الأردنية والمعتمدة عالميا والتي تساعد في جذب الشركات للاستثمار مما يعزز من جاهزية الأردن ليكون مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا.
وقال إن المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة ويضع الأردن على خارطة الابتكار العالمية.
ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن هيثم الرواجبة قال في حديثه لـ "المملكة" إن إنشاء المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة مهمة لأسباب متعددة أهمهما ما يستطيع القيام به من وضع سياسات موحدة للتكنولوجيا وتعزيز تنافسية الأردن إقليمياً وعالمياً ودعم التعليم والبحث العلمي وتعزيز القطاعات الحيوية.
وقال الرواجبة إن المجلس يمكنه أن يساعد المجلس في وضع رؤية واستراتيجية شاملة لتبني التقنيات المستقبلية في الأردن، مثل الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية.
كما يمكن للمجلس ضمان توافق السياسات بين القطاعات المختلفة (الصناعية، الصحية، التعليمية).
وأشار إلى أن المجلس يمكنه وضع الأردن في مقدمة الدول المبتكرة، ويتيح فرص جذب استثمارات تقنية أجنبية، ويمكنه تحويل الأردن إلى مركز تقني يخدم المنطقة، مما يزيد من الصادرات المعرفية والتكنولوجية.
وشدد على أن المجلس يمكنه أن يكون حلقة وصل بين الجامعات والشركات لتحفيز البحث العلمي التطبيقي، وتطوير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات السوق المستقبلية.
ولفت إلى أن المركز يستطيع العمل على تعزيز القطاعات الحيوية عبر استخدام التكنولوجيا لتطوير قطاعات مثل الصحة (الطب عن بعد)، الزراعة (الزراعة الذكية)، والطاقة المتجددة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين عبر الخدمات الذكية والبنية التحتية الرقمية.
وبخصوص المتطلبات المحلية لتحويل رؤية المجلس إلى واقع عملي قال إن المجلس يحتاج إلى دعم حكومي قوي للتمويل وضمان استمراريته.
وتطرق الراوجبة لأهمية تحديث القوانين لتشجيع الابتكار وحماية الملكية الفكرية ووضع أنظمة تنظيمية تدعم استخدام التكنولوجيا بشكل آمن وأخلاقي.
وبخصوص علاقة تكنولوجيا المستقبل بالمواطنين قال الرواجبة إنها تسهم بتسريع التنمية الاقتصادية وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية، وتقليل معدلات البطالة من خلال خلق فرص عمل جديدة في المجال التقني، وتحقيق الاستدامة البيئية باستخدام التكنولوجيا الخضراء.
يشار إلى أن تشكيل المجلس يهدف إلى تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.