سبب صادم وراء حادثة سيل الزرقاء
شهدت محافظة الزرقاء جريمة هزّت وجدان المجتمع بأسره، حين أقدم رجل على إلقاء طفليه البريئين في مجرى سيل الزرقاء. كانت دوافع هذه الجريمة، بحسب التحقيقات الأولية، أكثر قسوة من الفعل ذاته، حيث أقرّ الوالد بأنه أقدم على هذا العمل الشنيع بدافع الانتقام من زوجته الأولى، رغبةً في "حرق قلبها"، كما وصف، متجردًا من كل معاني الرحمة والأبوة.
الطفلان، أحدهما لم يتجاوز الخمسة أعوام والآخر لم يكمل عامه الأول، لم يدركا أن براءتهما ستُستغل في معركة انتقام لا ناقة لهما فيها ولا جمل. جسّدا في لحظاتهما الأخيرة المأساة الكبرى، حيث قذفت بهما يد والدهما، اليد التي كان من المفترض أن تحميهما من قسوة العالم، إلى مصير مؤلم في سيلٍ عاصف لم يرحم أجسادهم الغضة.
الدوافع وراء هذه الجريمة كانت خلافات عائلية متجذرة، أدت إلى تصرف لا يمكن تصنيفه سوى كجريمة ضد الإنسانية. الانتقام، الذي كان الدافع الأساسي، لم يحقق أي سلام أو انتصار للفاعل، بل جلب معه سلسلة من الخسائر التي ستلاحقه طيلة حياته، وساهم في تمزيق نسيج أسري ومعنوي بأسره.
وأوضح محافظ الزرقاء فراس ابو قاعود، أن الأجهزة الأمنية بدأت التحقيقات مباشرة بعد تلقيهم اتصالًا من الأب الذي اعترف بجريمته، مشيرًا إلى أن الطفلين كانا شقيقين؛ الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات وشقيقها الرضيع البالغ 8 أشهر.
وأضاف أبو قاعود أن فريقًا من غطاسي الدفاع المدني بذل جهودًا مضاعفة للبحث داخل السيل، حتى تم العثور على الجثتين، اللتين تم نقلهما إلى قسم الطب الشرعي في الزرقاء بناءً على أمر من المدعي العام. وأكد أن التحقيقات مع الأب ما تزال مستمرة للوقوف على تفاصيل الحادث.
من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الأب ارتكب الجريمة نتيجة لخلافات عائلية. وأشار إلى أن الفرق المتخصصة من الدفاع المدني وشرطة الزرقاء عملت بشكل مكثف للعثور على الجثتين، مع استمرار التحقيقات لكشف جميع ملابسات هذه الجريمة المروعة.