تجاوز سهام "المصالح" في علاقة الأردن بسوريا
قال رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق إن أمن واستقرار سوريا يمثلان مصلحة استراتيجية للأردن وللمنطقة بأسرها، مضيفًا أن الشعب السوري عانى ويلات النزاعات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية على مدار أكثر من ثلاثة عشر عامًا.
وأوضح لدى حديثه لقناة المملكة، رصدته صحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية، أن الواقع يخبرنا بأن الطريق اليوم أمام سوريا طويل وصعب، فالبلاد بحاجة إلى إعادة بناء شامل يكاد يبدأ من الصفر، كما أن النظام السياسي شهد تغييرات جذرية، والبنية التحتية دُمّرت نتيجة الحرب والحصار الممتد لسنوات، إضافةً إلى التحديات التي خلّفتها السياسات السابقة، مضيفًا أن كل ذلك يتطلب جهدًا مشتركًا وتعاونًا إقليميًا ودوليًا، لأن إعادة بناء سوريا مسؤولية جماعية، لا سيما في ظل ارتباط مصالح الدول المجاورة بشكل مباشر بالوضع السوري.
وذكر الحاج توفيق أن نظرة الأردن لسوريا، ليست قائمة على المصالح الأنانية أو المكاسب الآنية، فالأردن يؤمن بالتكامل العربي والاقتصادي، ويعمل بروح الأخوة الصادقة، ومن هذا المنطلق، فإن الأردن يسعى إلى بناء شراكة حقيقية قائمة على المنفعة المتبادلة، إدراكًا بأن تعافي سوريا سيعود بالنفع على الجميع، فكل خطوة نحو استقرارها هي خطوة نحو استقرار المنطقة بأسرها.
وبيّن أن العلاقة بين الأردن وسوريا، وكذلك لبنان، تمثل محورًا مهمًا يجب استثماره وتعزيزه، فهذه الدول الثلاث تشترك في قضايا محورية مثل التكامل الزراعي، الأمن الغذائي، وتجارة الترانزيت، وبالتالي، فإن استقرار سوريا ولبنان يعد عنصرًا أساسيًا في تعزيز هذا المحور الحيوي الذي يخدم شعوبنا جميعًا.
وأشار الحاج توفيق إلى ضرورة الابتعاد عن التفكير التقليدي القائم على المكاسب قصيرة الأجل، وأن نتبنى رؤية شمولية تضع في اعتبارها مصلحة الجميع، فعندما تستعيد سوريا استقرارها، ستصبح شريكًا اقتصاديًا قويًا يُسهم في تعزيز النمو والازدهار لجميع دول المنطقة، بما في ذلك الأردن.
وقال إنه لا بد من الاعتراف بأن الأردن دفع ثمناً باهظًا لتبعات الأزمة السورية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، ومع ذلك، فإننا لم نتوانَ عن الوقوف إلى جانب أشقائنا السوريين طوال هذه السنوات، واليوم، مع بدء بوادر التعافي، من حق الأردن أن يستفيد من الفرص الواعدة التي تقدمها المرحلة المقبلة، سواء من خلال تعزيز التجارة البينية، أو من خلال استيراد السلع بأسعار تنافسية تُسهم في دعم الاقتصاد الأردني وتلبية احتياجات المستهلك المحلي.