لبنان يتأرجح بين صعوبات وفرص ذهبية

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير الاقتصادي منير دية، إن لبنان عاش خلال 27 شهراً من الفراغ السياسي الذي أسفر عن فشل 12 محاولة لاختيار رئيس للجمهورية، لكن أخيراً تمكن مجلس النواب اللبناني من انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهو التوافق الذي حصل رغم العديد من الصعوبات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأضاف دية: "إن التوافق الذي تحقق يعود بشكل كبير إلى التغيرات السياسية والإقليمية، مثل سقوط نظام الأسد، والحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، وضعف إيران، إضافة إلى الدعم المباشر الذي تلقاه جوزيف عون من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية. هذا الدعم أعطاه القوة لتحقيق هذا التوافق داخل البرلمان، ما مهد له الطريق للوصول إلى منصب الرئاسة."

وأكد دية أن الرئيس الجديد سيواجه تحديات كبيرة، أولها التحدي الأمني والعسكري. وقال: "من أبرز المهام أمام الرئيس الجديد هو تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر 2023، وتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701. هذا القرار ينص على نزع السلاح من المجموعات المسلحة الموجودة على الحدود، ومن بينها حزب الله. هذا الملف سيكون من أصعب المهام أمام الرئيس عون."

وأضاف: "هناك أيضاً الوضع الاقتصادي المتدهور منذ انهيار الاقتصاد اللبناني في 2019، حيث فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها، وحدث سحب جماعي للودائع من البنوك، ما أفقد اللبنانيين مدخراتهم. بالإضافة إلى التضخم وغلاء المعيشة، مما يجعل إعادة بناء الاقتصاد اللبناني مهمة شاقة."

وأشار دية إلى أن التغيرات الإقليمية تلعب دورًا مهمًا في شكل لبنان المستقبلي. "سقوط نظام الأسد في سوريا وضعف إيران قد يعطي لبنان فرصة لبناء سياساته الداخلية دون تدخلات خارجية. كما أن الدعم الإيراني لحزب الله قد تراجع في الآونة الأخيرة، مما يفتح المجال أمام الرئيس اللبناني للعمل بشكل أكثر استقلالية."

وأكد دية أن التحدي الأبرز أمام الرئيس عون سيكون نزع السلاح من جميع المجموعات المسلحة داخل لبنان، بما في ذلك حزب الله وحركة أمل والتنظيمات الفلسطينية. وقال: "إن هذه المهمة ستكون صعبة للغاية، حتى وإن كان الرئيس عون مدعوماً من الولايات المتحدة وفرنسا، فإن الواقع على الأرض سيبقى مليئًا بالتحديات."

وفي الختام، أشار دية إلى أنه بالرغم من الصعوبات، فإن هناك فرصًا أمام الرئيس عون لتحقيق الاستقرار في لبنان. وقال: "إن التغيرات الجيوسياسية قد تكون لصالح لبنان، وإذا استطاع الرئيس عون بناء توافق داخلي وتطبيق إصلاحات اقتصادية وأمنية حقيقية، فإن لبنان قد يدخل مرحلة جديدة من الاستقرار."

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير