الحرائق تحوّل لوس أنجلوس إلى ساحة معركة (فيديو)

{title}
أخبار الأردن -

 

بعد أربعة أيام من اندلاع حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق واسعة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، بدت المدينة الشهيرة عالميًا بصناعة السينما وكأنها تحولت إلى ساحة معركة، في مشهد مأساوي يُظهر حجم الدمار الذي ألحقته النيران.

وفي أجزاء شاسعة من منطقة لوس أنجلوس الكبرى، لم يتبق سوى أنقاض لما كان يومًا منازل ومبانٍ، السيارات المتوقفة تحولت بالكامل إلى رماد، واختفت نوافذها بسبب الحرارة الشديدة.

وأظهرت الصور الجوية من أحياء مثل باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة تمامًا، بينما عبّر بعض الناجين عن فرحتهم بالنجاة وسط دموع آخرين فقدوا كل شيء.

وارتدى السكان أقنعة واقية بسبب كثافة الدخان، في ظل استمرار اشتعال النيران في أجزاء مختلفة من المدينة. وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح يوم الجمعة، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن الظروف ما زالت خطرة، مع توقع عودة الرياح الشديدة في الأيام القادمة، ما يُفاقم أزمة الحرائق التي تغذيها حالة الجفاف الشديد.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الوضع بأنه أشبه بـ"ساحة حرب"، مؤكدًا خطورة الموقف. وفي الوقت ذاته، فرضت السلطات حظر تجوال في المناطق المتضررة، شمل أحياء مثل باليساديس وإيتون، بهدف حماية الممتلكات التي تم إخلاؤها. وأكد قائد شرطة لوس أنجلوس، روبرت لونا، أن حظر التجوال يُمكن الشرطة من التصدي لجرائم السرقة في المناطق المهجورة.

ووفقًا للسلطات الأميركية، أودت الحرائق بحياة 11 شخصًا، وألحقت أضرارًا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى. وتُقدّر شركة "أكيو ويذر" خسائر هذه الكارثة بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ كاليفورنيا.

وتسببت الحرائق في تعطيل النشاط السينمائي بهوليوود، حيث توقفت عمليات تصوير العديد من الأفلام والمسلسلات، وأغلق متنزه "يونيفرسال ستوديوز" أبوابه. كما أُرجئت الترشيحات لجوائز الأوسكار وحفل جوائز النقاد، بالإضافة إلى تأجيل مباريات رياضية، منها مباراة لفريق لوس أنجلوس ليكرز.

ويُجمع العلماء على أن التغير المناخي يزيد من حدة الظواهر الجوية المتطرفة، حيث أدت الرياح الجافة المعروفة باسم "سانتا آنا"، التي بلغت ذروتها هذا الأسبوع، إلى تفاقم أزمة الحرائق.

ويشير خبراء الأرصاد إلى أن السنوات الماطرة السابقة عززت نمو الغطاء النباتي الذي أصبح وقودًا مثاليًا للحرائق بسبب الجفاف الحالي.

وتستمر جهود الإطفائيين للسيطرة على الحرائق وسط تحديات كبيرة، في حين يواجه سكان لوس أنجلوس مستقبلًا مليئًا بالمخاوف في ظل هذه الكارثة الطبيعية غير المسبوقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير