الشوبكي: ترامب يعيد رسم خارطة العالم بخطط توسعية غير مسبوقة

{title}
أخبار الأردن -

 

صرّح المحلل الاقتصادي عامر الشوبكي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يخطط، في حال عودته إلى البيت الأبيض، لاتخاذ خطوات توسعية غير مسبوقة قد تعيد تشكيل النظام العالمي سياسياً واقتصادياً.

وأوضح الشوبكي أن هذه التحركات، التي تركز على ضم أراضٍ استراتيجية والسيطرة على ممرات تجارية حيوية، تحمل في طياتها تغييرات جذرية قد تعيد صياغة موازين القوى العالمية.

ضم كندا وغرينلاند والسيطرة على قناة بنما

وفقاً للشوبكي، تتضمن خطط ترامب ضم كندا وغرينلاند إلى الولايات المتحدة، وهي خطوة قد ترفع مساحة البلاد إلى حوالي 21.8 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر دولة من حيث المساحة والموارد.

وأشار الشوبكي إلى أن كندا، بمساحتها الشاسعة وثرواتها الطبيعية، وغرينلاند، التي تُعد بوابة للمحيط المتجمد الشمالي ومصدراً مهماً للنفط والغاز والمعادن، تمثلان أهدافاً استراتيجية تمنح الولايات المتحدة تفوقاً اقتصادياً هائلاً.

إضافة إلى ذلك، تحدث الشوبكي عن خطط ترامب للسيطرة على قناة بنما، التي تُعتبر شرياناً مهماً للتجارة الدولية، حيث تمر عبرها 6% من التجارة العالمية.

وأكد أن هذه الخطوة، إذا تمت، ستوجه ضربة كبيرة لمبادرات الصين التجارية، خصوصاً مشروع "الحزام والطريق".

غرينلاند.. مفتاح السيطرة على القطب الشمالي

الشوبكي أشار إلى أن غرينلاند ليست مجرد جزيرة، بل هي مفتاح السيطرة على موارد القطب الشمالي الهائلة. وأضاف أن هذه الخطوة ستعزز موقع الولايات المتحدة على حساب روسيا والصين، وتضعها في موقع استراتيجي قوي في مواجهة أي تحركات مستقبلية لهاتين القوتين.

قناة بنما.. ضربة اقتصادية للصين

وأكد الشوبكي أن السيطرة على قناة بنما تهدف بشكل مباشر إلى تقليص نفوذ الصين في التجارة العالمية، من خلال إضعاف مبادرة "الحزام والطريق" وتعزيز التفوق الأمريكي في الممرات البحرية.

وأوضح أن هذه الخطوة لا تتعلق فقط بالتجارة، بل قد تمنح الولايات المتحدة ميزة استراتيجية في أي مواجهة عسكرية محتملة مع الصين.

وفي خطوة رمزية، لفت الشوبكي إلى أن ترامب قد يسعى لتغيير اسم خليج المكسيك إلى "الخليج الأمريكي"، وهو ما يعكس رؤية توسعية لإعادة صياغة هوية المنطقة وتأكيد الهيمنة الأمريكية.

ويرى الشوبكي أن هذه الخطط، إذا ما طُبقت، قد تعيد العالم إلى عصر الإمبراطوريات، لكنها تحمل في طياتها مخاطر تصعيد التوترات الدولية، وقد تُشجع قوى عالمية أخرى مثل روسيا والصين على تبني سياسات توسعية مشابهة.

ختاماً، اعتبر الشوبكي أن خطط ترامب تحمل أبعاداً استراتيجية كبيرة قد تعيد تشكيل المشهد العالمي سياسياً واقتصادياً، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات حول قدرة النظام العالمي على التكيف مع مثل هذه التحركات، وما إذا كنا أمام عصر جديد من الهيمنة أو على مشارف صراعات دولية كبرى.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير