أبو زيد: أدبيات صهيونية وراء نشر الخارطة المزعومة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن نشر الاحتلال لخارطة تضم أجزاء من الأردن إلى الأراضي المحتلة تزامن مع تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، دعا فيها إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وضم أجزاء منها، بالإضافة إلى بناء مستوطنات في قطاع غزة، في تصريحات وصفها بأنها "عنصرية".
وأضاف أبو زيد أن نشر هذه الخرائط ليس جديدًا، حيث دعا سموتريتش في نهاية تشرين الأول الماضي خلال مؤتمر عُقد في القدس المحتلة، إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن مثل هذه البروباغاندا التي يتبعها الاحتلال تأتي ضمن أدبيات صهيونية متطرفة وردت في روايات ثيودور هرتسل "يوتوبيا الدولة"، حيث زعم أن دولة "إسرائيل" لا تقوم إلا بالسيطرة على يهودا والسامرا (المزعومة) وأجزاء من الأردن، كما تحدث عنها حاييم وايزمان باستخدام عبارة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وأوضح أبو زيد أن التصريحات المتطرفة تتكرر على لسان أركان حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف. فقد صرح وزير الخارجية الأسبق ووزير الدفاع الحالي، يسرائيل كاتس، بأنه يجب تهجير أهالي الضفة الغربية، بينما أعقب ذلك تغريدات من رجل الأعمال الإسرائيلي وممثل اتحادات النقابات في المقاولات، روني مزراحي، أحد أهم شركاء بنيامين نتنياهو، الذي قال إن "الدور على الأردن بعد لبنان".
وأكد أبو زيد أن مزراحي ليس إلا حجرًا في رقعة شطرنج اليمين الإسرائيلي، يتم تحريكه لتحقيق أهداف غامضة، خصوصًا أن المذكور مقاول إنشائي شريك لليمين الإسرائيلي في مشاريع مثل الجدران العازلة.
وأشار أبو زيد إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تقوم على أدبيات صهيونية ترتكز على اختراع مفاهيم مثل "عدو الضرورة"، "السلام غير الممكن"، و"الحسم الدائم"، وهي مفاهيم وردت على لسان نتنياهو في أكثر من تصريح، استشهد فيها بآراء أحد عرابي الصهيونية، جابوتينسكي.
وأضاف أن الحركة الصهيونية لم تكن لها حدود أبدًا، بل إن الحدود التي نشأت كانت نتيجة للمعركة على فلسطين، وهي تعبير عن قوة إسرائيل العسكرية والديموغرافية والاقتصادية، بما في ذلك حاجتها للموارد الاقتصادية المهمة مثل المياه والأرض.
واختتم أبو زيد حديثه بأن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي سربت أو نشرت هذه الخارطة المزعومة لا تدرك أن اتفاق السلام الأردني الإسرائيلي قد رسم الحدود الأردنية مع الأراضي المحتلة، وأن أي تجاوز يُعد خرقًا لاتفاق دولي له ضامنون دوليون.
وأكد أن نشر مثل هذه الخرائط يندرج ضمن أدبيات التطرف الإعلامي والسياسي الإسرائيلي، التي يجب تذكيرها دائمًا بمعارك الجيش الأردني في القدس، باب الواد، اللطرون، الجفتلك، ومعركة تل الذخيرة، للتوقف عن "المناكفة الإعلامية"، أو بشكل أدق "المراهقة الإعلامية" بنشر هذه الخرائط الزائفة.
