خبيرة تحذر من الوجه الآخر للتونة المعلبة
تتصدر التونة المعلبة قائمة الأطعمة البحرية الأكثر شعبية على موائد الطعام، لما تتميز به من محتوى غني بالبروتين، وأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تعزز صحة القلب، وتنظم وظائف الدماغ، وتحسن أداء الأوعية الدموية.
ومع ذلك، فإن هذا الخيار الغذائي الشائع يُحاط بمخاوف علمية متزايدة حول تأثيراته الصحية السلبية، وخصوصًا فيما يتعلق بمستويات الزئبق والملوثات الصناعية التي قد يحتويها.
خبيرة التغذية ريما ذياب قالت في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن التونة تُعدّ أحد المصادر الرئيسية التي تعرض الإنسان للزئبق، وهو معدن ثقيل وسام يتراكم في السلسلة الغذائية البحرية، إذ ينشأ هذا التلوث نتيجة الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وتصريف النفايات الصناعية في المحيطات.
ونوّهت إلى أن التعرض المزمن للزئبق قد يسبب أضرارًا عصبية جسيمة، إذ يؤثر بشكل خاص على نمو الدماغ والجهاز العصبي للأطفال والأجنة، لذلك، تعد النساء الحوامل والأطفال الفئة الأكثر عرضة للمخاطر الصحية الناتجة عن تراكم هذا المعدن في الجسم.
وتابعت ذياب موضحةً أن مستويات الزئبق في التونة تختلف باختلاف الأنواع؛ إذ تحتوي التونة الخفيفة (Skipjack) على كميات أقل من الزئبق مقارنةً بنظيرتها التونة البيضاء (Albacore)، ما يجعل الأولى خيارًا أفضل للاستهلاك المستمر.
ووفقًا للتوصيات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وكالة حماية البيئة (EPA)، يُنصح البالغون الأصحاء بعدم تجاوز استهلاك 340 غرامًا أسبوعيًا من التونة الخفيفة، مع تقليل هذه الكمية بشكل كبير للأطفال والنساء الحوامل، لتجنب التعرض لمستويات خطيرة من الزئبق.
إلى جانب الزئبق، تسلط ذياب الضوء على التحديات الأخرى المرتبطة بالتونة المعلبة، وأبرزها الإضافات الغذائية والمواد الحافظة، فالكثير من العلامات التجارية تعتمد على إضافة كميات مرتفعة من الصوديوم لتعزيز الطعم وإطالة فترة الصلاحية، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، خاصةً لدى الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالملح.
علاوة على ذلك، قد تحتوي بعض المنتجات على زيوت أو مواد حافظة تثير تساؤلات بشأن تأثيراتها طويلة الأمد على الصحة العامة، مما يدعو إلى ضرورة قراءة الملصقات الغذائية بعناية واتخاذ قرارات استهلاكية واعية.
في ختام حديثها، أكدت ذياب أن تحقيق التوازن بين المنافع والمخاطر هو المفتاح لضمان استفادة المستهلكين من التونة المعلبة دون التعرض للأضرار الصحية، إذ أوصت باتباع نهج معتدل في استهلاك التونة، مع التركيز على الأنواع المعلبة في الماء بدلًا من الزيت، والتنويع في مصادر البروتين البحري باختيار أسماك أخرى منخفضة الزئبق مثل السلمون، والماكريل، والسردين.