رحيل الرائد أمجد الخالدي.. قصة صمود في وجه رصاصة غدر
غيب الموت الرائد أمجد سعود الخالدي، أحد أبطال الأمن العام في قيادة البادية، بعد 28 عامًا من الصبر والعزيمة، إثر إصابته برصاصة غدر أطلقها مهربون أثناء تأدية واجبه الرسمي، لتتركه مقعدًا مدى الحياة.
قبل 28 عامًا، وبينما كان الرائد الخالدي يؤدي واجبه في ضبط المهربين بحزم وشجاعة، أصابته رصاصة غادرة أدت إلى شلله الكامل، تلك الرصاصة لم تُضعف عزيمته أو تُثنِ إرادته، بل جعلت منه رمزًا للصبر والأمل، مستمرًا في ارتداء زيه العسكري الذي كان يشكل جزءًا من هويته وكرامته.
وعلى الرغم من الألم والمعاناة التي رافقته طوال سنوات إصابته، أصر الخالدي على مواجهة الصعاب بروح التحدي، متوشحًا شرف الجندية حتى لحظاته الأخيرة. وظل لباسه العسكري الذي ارتداه منذ إصابته شاهدًا على حبه للوطن ووفائه لقيم الشرف والرجولة.
في عهد الراحل الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، حظي الخالدي برعاية طبية خاصة، حيث تم إرساله إلى بريطانيا لتلقي العلاج لمدة ستة أشهر، ومن ثم استكمال علاجه في المدينة الطبية. واستمرت تلك الرعاية بدعم وتوجيهات ملكية سامية من كافة مدراء الأمن العام، الذين أولوا اهتمامًا خاصًا بالخالدي، تقديرًا لتضحياته وإخلاصه.
برحيله، يترك الرائد أمجد سعود الخالدي إرثًا عظيمًا من الصبر والقوة، ملهمًا الأجيال بقصة شجاعة وإنسانية لا تنسى.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.