واقع جديد سيظهر خلال المرحلة القادمة
قال خبير الشأن السياسيّ الدكتور عامر السبايلة إن سوريا نقطة الارتكاز في تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المنطقة تشهد تحركات واضحة لتغيير معالم الحدود السياسية والجغرافية، بدءًا من لبنان والضفة الغربية وغزة ووصولًا إلى سوريا، مضيفًا أن هذه التحركات تعد تعبيرًا عن مشروع أعمق يسعى لإعادة هيكلة النظام الإقليمي بما يتلاءم مع مصالح قوى معينة، وعلى رأسها إسرائيل.
وبيّن السبايلة أن التغيرات الجارية تفرض واقعًا جديدًا يتجاوز الخطوط الجغرافية إلى إعادة تعريف الأطر الأمنية والسياسية، ما يخلق بيئة إقليمية مختلفة تمامًا عمَّا مضى.
وذكر أن سوريا، في هذا السياق، ليست مجرد طرف متأثر بالتحولات، بل محور أساسي في صياغة هذه التحولات، إذ إن القوى الدولية والإقليمية المتصارعة ترى في سوريا مفتاحًا لإعادة رسم الخارطة الإقليمية وفقًا لأولوياتها.
ونوّه السبايلة إلى أن التغيرات الجارية في سوريا تنبئ بقرب ظهور واقع جديد، فهي ستعيد ترتيب التحالفات الإقليمية بما ينسجم مع مصالح القوى المؤثرة، مشيرًا إلى أن الأدوار التقليدية لبعض اللاعبين ستتراجع، لتحل محلها صيغ جديدة للتحالفات تتسم بالمرونة والديناميكية.
واستطرد قائلًا إن المشهد السوري اليوم يحمل في طياته فرصة لإعادة صياغة قواعد اللعبة الإقليمية، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات كبرى على جميع الأطراف، والمستقبل القريب سيحدد ما إذا كانت سوريا ستتمكن من التحول إلى عامل استقرار في المنطقة أو أنها ستظل ساحة للنزاعات والتوترات.
