الكشف عن التحقيقات الأولية لعملية نيو أورليانز

كشفت السلطات الأمريكية ووسائل الإعلام المحلية والدولية عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الإرهابي الذي وقع في الساعات الأولى من أول أيام العام الجديد في مدينة نيو أورليانز، حيث استهدف الهجوم بالدهس حشداً من الناس، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى

ووفقاً للتحقيقات الأولية، يرجح المسؤولون أن الهجوم كان "عملاً إرهابياً" دبر بعناية من قبل منفذه الذي كان يحمل مشاعر عداء قوية تجاه المجتمع.

المنفذ: شمس الدين جبار – جندي سابق بمؤهلات مشبوهة

أعلنت السلطات أن منفذ الهجوم هو شمس الدين جبار (42 عاماً)، وهو مواطن أمريكي من ولاية تكساس ، وقد قتل جبار في وقت لاحق إثر تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة التي تدخلت بسرعة لاحتواء الوضع، تواصل السلطات المحلية التحقيق في ملابسات الحادث، ولكن العديد من المؤشرات تدل على أن الحادث كان مدبراً بدوافع إرهابية بحسب قولهم

أشار الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى أن جبار وُلِد في الولايات المتحدة وخدم في الجيش الأمريكي، وهو ما يضيف بُعداً مثيراً في التحقيقات ، وجاء في تصريحات بايدن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أبلغه بأن منفذ الهجوم نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبيل الهجوم، مما يعزز فرضية ارتباطه بفكر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

دوافع الهجوم: مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي

وفقاً لما نشرته شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة، أظهر التحقيق أن شمس الدين جبار نشر مقاطع فيديو على حسابه في موقع فيسبوك قبل ساعات من الهجوم. في هذه المقاطع، تحدث جبار عن "حلمه" في الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وكشف عن معاناته الشخصية التي تشمل طلاقه وخططه لجمع أفراد عائلته في ما أسماه بـ"احتفال"، وهو ما يراه المسؤولون رسالة تحض على تنفيذ الهجوم.

وأشار مسؤولون إلى أن جبار غيّر خططه بعد نشر مقاطع الفيديو، حيث أعلن في وقت لاحق أنه قد انضم إلى صفوف تنظيم داعش واصطف مع أيديولوجياته المتطرفة. هذه التغيرات في مواقفه وفكرته القتالية تشكل محط اهتمام لدى المحققين، الذين يدرسون كافة التفاصيل المتعلقة بعلاقته بالتنظيمات الإرهابية.

مبايعة داعش: تغريدات ومقاطع تروج للعنف

في خطوة أثارت صدمة لدى العديد من المتابعين، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر أمني أن شمس الدين جبار قام بنشر مبايعته لتنظيم داعش عبر مقاطع الفيديو التي شاركها على فيسبوك، مؤكداً ولاءه للتنظيم المتطرف وأيدلوجيته العنيفة. هذه المبايعة تأتي في وقت حساس، ما يعزز التكهنات بأن الحادث كان جزءاً من خطة أكبر تستهدف المواطنين الأبرياء في الأراضي الأمريكية.

رد فعل السلطات: تأكيد فرضية العمل الإرهابي

وبحسب البيانات الرسمية، ترى السلطات الأمريكية أن الحادث قد يكون محاولة لخلق حالة من الرعب والترويج لأيديولوجيات متطرفة في البلاد. الرئيس بايدن أكد أن الهجوم كان له دوافع إرهابية، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة وأن هناك تعاوناً وثيقاً بين مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية للكشف عن جميع الملابسات. وأكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل على تقييم كافة الأدلة المتعلقة بعلاقة جبار بالتنظيمات الإرهابية.

تحقيقات موسعة: تنسيق بين الأجهزة الأمنية

تتواصل التحقيقات في الحادث الذي صدم المجتمع الأمريكي، وتعمل السلطات على تجميع الأدلة اللازمة للكشف عن المحفزات التي أدت إلى هذا الهجوم، وخصوصاً على ما يبدو من تأثيرات الأفكار المتطرفة. كما تعمل الفرق المختصة على تحليل الحسابات الشخصية لجبار في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك التدقيق في تاريخه العسكري وأي روابط محتملة مع خلايا إرهابية أخرى.