استحقاقات الأردن وتخوفات الـجبهة المقلوبة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال اللواء المتقاعد عبد الله الحسنات إن التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري يُثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الإقليمية، نظرًا لتداعياته العميقة على ميزان القوى في المنطقة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التقارب الجغرافي بين الجنوب السوري والحدود الأردنية يعد تحديًا أمنيًا كبيرًا للمملكة، فالتوغل الإسرائيلي في هذه المناطق يمتد إلى تشكيل "جبهة مقلوبة"، حيث يمكن استخدام الحدود كأداة ضغط على الأردن.

وبيّن الحسنات أن هذه الاستراتيجية، تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني الأردني وإجبار المملكة على تقديم تنازلات في ملفات إقليمية حساسة، لا سيما القضية الفلسطينية، ويُنظر إلى هذا الضغط الإسرائيلي كجزء من خطة أوسع لفرض واقع جديد يخدم أجندة تل أبيب في المنطقة.

وذكر أن التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري ليست معزولة عن أهدافها الأوسع المتعلقة بالصراع الفلسطيني، فمن خلال تعزيز نفوذها الإقليمي، تسعى إسرائيل إلى توسيع خياراتها التفاوضية وفرض شروطها على الأطراف المعنية، بما في ذلك الأردن، الذي يلعب دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية.

 

حزام دفاعي وتغيير ميزان القوى
ونوّه الحسنات إلى أن إسرائيل تعمل على إنشاء "حزام أمني" في الجنوب السوري والجنوب الغربي، بهدف تأمين حدودها وتعزيز هيمنتها الإقليمية، حيث يشمل هذا الحزام بناء علاقات مع تكتلات محلية، أبرزها الطائفة الدرزية، لضمان دعمها أو على الأقل تحييدها، مشيرًا إلى أن هذا الحزام يُستخدم كوسيلة لتغيير ميزان القوى في المنطقة، فمن خلال تعزيز وجودها العسكري والمدني، تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع سياسي وعسكري يضغط على دمشق للقبول بتسوية وفق شروط إسرائيلية.

ولفت الانتباه إلى أحد الجوانب المهمة للتوغل الإسرائيلي، ألا وهو سعيها للسيطرة على موارد حيوية في المنطقة، مثل مياه نهر اليرموك وجبل الشيخ، في وقتٍ تُعتبر هذه الموارد أوراق ضغط إضافية لتعزيز مكانة إسرائيل الاستراتيجية وتأمين احتياجاتها المائية، بما يمثل جزءًا من رؤية إسرائيل لتحقيق تفوق إقليمي، حيث تُوظف هذه المكاسب لتعزيز نفوذها وإضعاف خصومها في المنطقة، مع ضمان استمرارية تفوقها الاقتصادي والعسكري.

واستطرد الحسنات قائلًا إن الأردن يجد نفسه أمام استحقاقات أمنية واستراتيجية كبيرة، يتطلب هذا الوضع تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الشمالية، إلى جانب تطوير استراتيجيات دفاعية تستجيب للتحولات المستمرة.

كما أن التعاون الإقليمي والدولي يُعد أمرًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة. قد يكون التنسيق مع الحكومة السورية خيارًا ضروريًا، رغم تعقيداته، لإيجاد أرضية مشتركة تساهم في الحد من النفوذ الإسرائيلي في الجنوب السوري.

بالنسبة للأردن، فإن المرحلة المقبلة تستدعي العمل على حماية أمنه القومي، مع مواصلة الضغط الدبلوماسي لتعزيز استقرار المنطقة، فالمواجهة مع إسرائيل تخطت مسألة قضية حدود، وصولًا إلى ضمان توازن القوى واستدامة الأمن في وجه التحركات الإسرائيلية المتزايدة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية