ترمب والملف اليمني.. رؤى جديدة في ظل التطورات الجيوسياسية
تحتل الأزمة اليمنية مكانة بارزة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويبدو أن وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد يحمل معه تغييرات جوهرية في التعامل مع هذا الملف.
فقد شهدت السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن تصعيدًا ملحوظًا في الموقف تجاه "الحوثيين"، حيث تم تصنيفهم كجماعة إرهابية دون تقديم تنازلات من جانبهم.
كما فشلت الإدارة الأمريكية في تحقيق تقدم ملموس نحو حل الأزمة اليمنية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا للأزمات، خاصة في غزة، وتنامي التهديدات من الحوثيين الذين استهدفوا الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ورغم الضربات الجوية التي شنتها الإدارة الأمريكية السابقة ضد الحوثيين، لم تتمكن من تحقيق ردع كامل ضد هذه الجماعة. مما دفع مراقبين إلى التفكير في دور محتمل لترامب في حل الأزمة اليمنية.
زهناك سيناريوهان محتملان في حال عودة ترمب إلى السلطة:
السيناريو الأول: يتضمن وقف الحرب في غزة، مما يؤدي إلى توقف هجمات الحوثيين واستعادة الأمان في الممرات البحرية.
هذا من شأنه أن يفتح المجال لخلق تفاهمات أمريكية-إيرانية، وهو ما قد يمهد الطريق لحوار يمني شامل تحت رعاية إقليمية ودولية. في هذا السياق، يمكن للمجتمع الدولي أن يعمل على إعادة إعمار اليمن، بدعم خليجي قوي.
السيناريو الثاني: ينطوي على توقف الحرب، لكن مع استمرار التوتر في العلاقات الأمريكية-الإيرانية، مع تقدم محدود في المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
في هذا الإطار، يتم التركيز على حل الأزمة الإنسانية من خلال صرف المرتبات، واستئناف تصدير النفط.
هذا الخيار يتطلب أيضاً استراتيجية أمريكية لعزل الحوثيين عن إيران، ودعم المعارضة اليمنية، مما يعيد الحرب إلى صنعاء، ويكرس الانقسام الداخلي في البلاد.
وفي ظل تعقيد المشهد الجيوسياسي والكارثة الإنسانية التي يعاني منها اليمن، يبقى الدور السعودي محوريًا في قيادة التفاهمات الداخلية والخارجية التي قد تسهم في إيجاد حلول مستدامة للأزمة.