أبوزيد: مخاطرة قد تقود سوريا إلى النموذج العراقي
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد إن سوريا الجديدة تواجه تحدياً كبيراً في إعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية.
وأشار أبوزيد إلى أن قرار الحكومة الانتقالية بدمج الفصائل المسلحة في وزارة الدفاع قد يخلق مشاكل كبيرة في الهيكلية التنظيمية للجيش، لأن الهياكل التنظيمية للجيوش تختلف عن تلك الخاصة بالفصائل والميليشيات المسلحة.
ولفت أبوزيد إلى أن عملية دمج الفصائل المسلحة ذات التباين الأيديولوجي قد تخلق نواة لفكر المحاصصة الطائفية أو الأيديولوجية، مما قد يؤدي إلى تفتيت الجيش الجديد وخلق صراعات داخلية. وهذا يشكل مخاطرة قد تقود سوريا الجديدة إلى النموذج العراقي في إعادة بناء الجيش عام 2003، حيث أدى ذلك إلى ظهور ميليشيات مسلحة توغلت في القرار العسكري.
وأضاف أبوزيد أن تعيين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة المعروف بأبو حسن الحموي جاء لأسباب عقائدية، حيث كان أبو قصرة قائد الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام.
وأشار أبوزيد إلى أن عقلية التنظيم تختلف عن عقلية إدارة الدولة والجيش، وأبرز التحديات التي ستواجهها الحكومة الانتقالية في إعادة بناء الجيش هي الهيكلية التنظيمية. فعملية دمج الفصائل المسلحة في الجيش لا تصلح بسبب اختلاف البنية التنظيمية والولاءات القائمة على اعتبارات أيديولوجية واجتماعية.
وأشار أبوزيد إلى أن الجيش السوري السابق كان يعتمد على عقيدة قتالية شرقية بتنظيم رباعي مكون من خمس فيالق: الأول قيادته في دمشق، الثاني في الزبداني، الثالث في حلب، الرابع في حماة، والخامس في دمشق. كما كان يضم 8 فرق مدرعة، و3 فرق مؤللة، و3 فرق قوات خاصة، بالإضافة إلى الإسناد القياسي. وبالتالي، فإن أي تحول في الهيكل التنظيمي يعني تحولاً في العقيدة القتالية، ما يشكل مخاطرة أخرى تتطلب إعادة بناء عقيدة قتالية جديدة قد تستغرق سنوات.
وقال أبوزيد إن العرض الذي قدمه الجانب التركي لتدريب القوات السورية الجديدة يعطي مؤشراً على أنه قد يكون هناك تحول في العقيدة القتالية للجيش الجديد، باتجاه عقيدة قتالية أقرب إلى عقيدة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وبالتالي، ستكون البنية التنظيمية للجيش حسب متطلبات التدريب التركي (إن تم) تغييراً جذرياً في الشكل والمضمون للجيش السوري الجديد، ليصبح أكثر اعتماداً على القوات الخفيفة والسريعة المدربة على مكافحة الإرهاب والشغب والأمن الداخلي وحماية الحدود، بدلاً من أن يكون جيشاً تقليدياً بعقيدة قتالية هجومية، وهو ما قد يتطلب من 5 إلى 10 سنوات على الأقل.