المياه: حصة الأردني قد تنخفض إلى النصف (أرقام)
يواجه الأردن تحديات كبيرة بسبب تأخر موسم الأمطار هذا العام، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية في البلاد مع تزايد الطلب على المياه لكافة الاستخدامات. هذا الوضع يزيد من القلق لدى الجهات المعنية، خاصة وزارة المياه، والتي تخشى حدوث نقص كبير في المياه. كما يعاني القطاع الزراعي من المخاطر الناتجة عن هذا التأخر.
وقال الناطق باسم وزارة المياه، عمر سلامة، إن حصة الفرد من المياه في الأردن مهددة بالانخفاض بشكل ملحوظ في العام المقبل، بسبب تأخر هطول الأمطار، التي تعد من المصادر الأساسية لتغذية المياه الجوفية وزيادة مخزون السدود، وفي ظل عدم وجود مصادر أخرى للمياه في الوقت الحالي، قد تشهد حصة الفرد انخفاضًا كبيرًا، وقد تتراجع إلى أقل من 30 مترًا مكعبًا سنويًا، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 500 متر مكعب للفرد.
وأضاف سلامة أن الأردن يُعد من أكثر البلدان فقراً في المياه، حيث تبلغ حصة الفرد حاليًا حوالي 60 مترًا مكعبًا سنويًا. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه نحو انخفاض الحصة المائية للفرد في السنوات المقبلة، مما يهدد القطاع الزراعي ويؤدي إلى تقليص المساحات المزروعة.
وأشار إلى أن الزراعة في الأردن تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار والسدود، حيث يقدر المخزون الحالي للسدود بـ 57 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 87 مليون متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي.
كما أكد سلامة أن الحكومة الأردنية، ممثلة في وزارة المياه، تبذل جهودًا حثيثة لتعزيز أمن التزود بالمياه من خلال تسريع تنفيذ مشروع "الناقل الوطني" الذي يقوم على تحلية مياه البحر الأحمر في ميناء العقبة، ونقلها إلى عمان والمحافظات الأخرى. هذا المشروع وصل حاليًا إلى مرحلة اختيار منفذ للمشروع، تمهيدًا لبدء تنفيذه.
وفي الوقت نفسه، يشير وزير المياه الأردني الأسبق، رائد أبو سعود، إلى أن الأردن يعاني من عجز مائي كبير يقدر بحوالي 400 مليون متر مكعب سنويًا.
وتراجعت مصادر المياه المتاحة، حيث وصل إجمالي المياه المتوفرة من جميع المصادر إلى حوالي 1115 مليون متر مكعب، تستخدم منها 510 ملايين متر مكعب للاستخدامات البلدية، و570 مليون متر مكعب للاستخدامات الزراعية والحيوانية.
من جهته، أشار مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين، محمود العوران، إلى أن تأخر موسم الأمطار يسبب قلقًا بالغًا للقطاع الزراعي، خاصة للمزارعين الذين يعتمدون على المياه المطرية في الزراعة.
وأوضح أن نقص المياه يمكن أن يؤدي إلى تقليص المساحات المزروعة في السنوات القادمة، مما سيؤثر على الإنتاج الزراعي المحلي ويقلل من صادرات الأردن من المنتجات الزراعية.
وأكد أهمية إيجاد حلول مبتكرة لتأمين المياه للقطاع الزراعي بالتوازي مع مشروع "الناقل الوطني".
من ناحية أخرى، قال مدير إدارة الأرصاد الجوية الأردنية، رائد رافد آل خطاب، إن الموسم المطري الحالي يعد من أضعف المواسم في تاريخ السجلات المناخية، حيث سجلت محطة رصد مطار عمان المدني 2.7 ملم فقط من الأمطار، وهو ما يمثل 2% من المعدل الموسمي العام.