الحوثي يخشى انتقال سيناريو دمشق إليه
قال الباحث المتخصص في الشأن السياسي الدكتور نبيل العتوم إن التقارير الأمنية والاستخباراتية تتقاطع حول استعدادات إسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف الحوثي، في خطوة تهدف إلى ضرب قدرات الحوثيين العسكرية واللوجستية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه التحركات تأتي في وقت باتت فيه الجماعة الحوثية أمام تحديات مزدوجة، تجمع بين التهديد الخارجي وتصاعد المخاوف من انهيار داخلي محتمل.
وبيّن العتوم أن لجوء الحوثيين إلى حفر شبكة أنفاق معقدة تحت العاصمة صنعاء يشير إلى إدراكهم العميق للتغيرات في قواعد الاشتباك العسكري، فهذه الاستراتيجية الدفاعية التي طالما استخدمتها جماعات مماثلة في مناطق الصراعات الحضرية، تبدو محاولة لامتصاص أي ضربة جوية أو برية محتملة، على غرار ما شهدته دمشق في سنوات الحرب، إلا أن هذه التحركات لا تخلو من إشارات أخرى، أبرزها الخشية المتزايدة من تراجع شعبيتهم في الداخل.
وذكر أن مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي تضرب المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومع ارتفاع الأصوات الناقمة بين الحاضنة الشعبية للجماعة، تتزايد المخاوف من أن يتحول الضغط الشعبي إلى ثورة داخلية، قد تتزامن مع الهجوم الخارجي، مما يضع الحوثيين في موقف يصعب احتواؤه.
ونوّه العتوم إلى أن اللافت في هذه المعادلة هو توقيت التصعيد الإسرائيلي، الذي يفتح الباب أمام سيناريوهات استراتيجية معقدة، متسائلًا ما إذا كانت إسرائيل تهدف إلى كبح تمدد النفوذ الإيراني عبر استهداف أذرعه في اليمن، أم أن العملية تأتي في إطار حسابات إقليمية أوسع تسعى إلى إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة؟
