تقرير: ضم إسرائيل للضفة.. هل يحبط ترامب مشروع اليمين المتطرف؟
نشر معهد كوينسي للحكم الرشيد، وهو مؤسسة بحثية أمريكية متخصصة في السياسة الخارجية الأمريكية، تقريرا حول الآثار المترتبة على الأردن جراء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي اللبناني.
وقال التقرير إن إن احتمال ضم إسرائيل للضفة الغربية، وهي الفكرة التي يتداولها رئيس الوزراء نتنياهو بشكل متزايد داخل حكومته، من شأنه أن يشكل تهديداً خاصاً للأردن، والآن يتساءل العديد من الأردنيين عما إذا كانت إسرائيل لا تهدف فقط إلى منع إنشاء دولة فلسطينية، بل وأيضاً إلى إحياء فكرة أن الأردن هو فلسطين (وطن بديل)، وهي الفكرة التي ترفضها الحكومة الأردنية رفضاً قاطعاً.
ويرى التقرير أن هناك احتمال آخر يتمثل في أن إسرائيل قد تجعل الحياة في الضفة الغربية لا تطاق إلى الحد الذي يدفع الفلسطينيين إلى محاولة الفرار، وتشير تقديرات وزارة الخارجية الأميركية إلى أن عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية بحلول عام 2022 سوف يبلغ ثلاثة ملايين فلسطيني.
ومع تكثيف المستوطنين الإسرائيليين والقوات الإسرائيلية لجهودهم لإرهاب الفلسطينيين في الضفة الغربية، فقد يفر البعض إلى الأردن، وفق التقرير.
وأضاف أن نزوح الفلسطينيين على نطاق واسع من الضفة الغربية إلى الأردن من شأنه أن يؤدي إلى أزمة عميقة، خاصة مع استضافة المملكة بالفعل لأكثر من مليون لاجئ ــ وقد يصل المزيد منهم بعد سقوط الأسد والاضطرابات اللاحقة ــ ومع معاناة المملكة من مشاكل اقتصادية، وعدم قدرتها على توفير المياه لسكانها الحاليين.
وأشار إلى أنه في حين لا يزال موقف إدارة ترامب من استيلاء إسرائيل المحتمل على الضفة الغربية غير واضح، لكن الأردن غير المستقر من شأنه أن يتعارض مع المصالح الأميركية، وفي نهاية المطاف، قد يضطر ترامب، من أجل الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، إلى الاختيار بين كبح جماح الإجراءات الإسرائيلية، أو المخاطرة بصراع أعظم في الأردن وخارجه.
ويرى التقرير أن هناك احتمال ضئيل أنه على الرغم من حماس اليمين المتطرف في إسرائيل لانتخاب ترامب، فإنه قد يفرض بالفعل عواقب أكثر على إسرائيل مما فعل بايدن، وإذا شعر ترامب أن نتنياهو والحكومة الإسرائيلية يحاولان الاستفادة منه، فقد يكون أقل استعدادًا من بايدن للتسامح مع مثل هذا السلوك، وقد يدرك ترامب وفريقه أن إعطاء الضوء الأخضر لضم إسرائيل للضفة الغربية، على سبيل المثال، من شأنه أن يعرقل خطته لإقناع المملكة العربية السعودية بالتطبيع مع إسرائيل، والتي يأمل أن يفوز عنها بجائزة نوبل للسلام.
وإذا أصر محمد بن سلمان على موقفه القائل بأن دولة فلسطين وعاصمتها القدس شرط أساسي للتطبيع، فإن العلاقات السعودية الإسرائيلية تظل مستبعدة للغاية؛ ومع ذلك، قد يكون هذا الاحتمال كافياً لترامب للضغط على نتنياهو لعدم ضم الضفة الغربية، وبالتالي منع انزلاق الأردن إلى الفوضى.
وختم التقرير قائلا: "يريد ترامب إثبات قدرته على تحقيق التطبيع السعودي مع إسرائيل عندما فشل بايدن، وبدلاً من البناء على صورته كصانع صفقات، قد يرى ترامب أن اتفاقيات إبراهيم تتفكك إذا فشل في منع إسرائيل من زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، وبدلاً من استعادة النظام، قد ينتهي الأمر بترامب إلى تسهيل تورط الولايات المتحدة في حرب أخرى غير ضرورية وغير مجدية في الشرق الأوسط".