طوقان: 41 ألف طن من الكعكة الصفراء وسط الأردن
مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، افتتح وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة اليوم الأحد، المؤتمر العربي السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، الذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، ويستمر لمدة خمسة أيام من 15 إلى 19 كانون الأول الجاري في البحر الميت.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان في كلمة له خلال الافتتاح، الذي حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وجمع كبير من العلماء ورواد وخبراء الطاقة الذرية في العالم العربي، إن المؤتمر العربي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية يُعد حدثاً بارزاً يجمع الباحثين والعلماء والخبراء من مختلف الدول العربية لعرض إنجازاتهم العلمية ونتاجاتهم البحثية، ومناقشة الفرص والتحديات وتبادل الخبرات بهدف تعزيز الابتكار.
قدّم طوقان عرضاً موجزاً عن أهم الإنجازات في سير العمل في برنامج الطاقة النووية الأردني، مشيراً إلى أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يأتي في طليعة هذه الإنجازات، حيث يلعب دوراً محورياً في جهود توطين التكنولوجيا النووية في الأردن. وأضاف أن المفاعل يساهم في إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في المجالات الطبية والصناعية، حيث استمر المفاعل في إنتاج وتزويد مراكز الطب النووي الوطنية بنظير اليود-131 المشع المستخدم في تشخيص وعلاج سرطان الغدة الدرقية، وفقاً للمواصفات المعتمدة دولياً، مما جعله مركزاً أساسياً للطلب من قبل تلك المراكز.
وبخصوص مشروع مفاعلات الطاقة النووية، قال الدكتور طوقان إنه يجري حالياً تنفيذ التقييم الفني ودراسة الجدوى الاقتصادية لعدد من تصاميم المفاعلات الصغيرة المدمجة (SMRs)، بالإضافة إلى دراسة جدوى تفصيلية لاستخدام الطاقة النووية في تحلية وضخ المياه في الأردن بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية وخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما بالنسبة لمشروع استخلاص اليورانيوم في منطقة وسط الأردن، والذي تقدر كمياته بحوالي 41 ألف طن من الكعكة الصفراء، فقد أشار طوقان إلى أنه يجري حالياً دراسة تفصيلية للجدوى الاقتصادية والتصميم الهندسي التفصيلي لمصنع اليورانيوم التجاري.
كما أشار إلى استمرار المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (SESAME) في تشغيل خطوط الأشعة الخمسة. وحتى الآن، تمكن مستخدمو SESAME من إجراء (367) مشروع بحثي نتج عنها (127) منشوراً علمياً دولياً في مجلات علمية مرموقة. كما يجري حالياً تركيب الخط السادس، وهو خط الأشعة السينية الناعمة (TXPES)، ومن المتوقع دخوله في الخدمة في منتصف العام القادم 2025.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن التقديرات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحاجة إلى زيادة القدرة الكهربائية بنسبة 70% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد. وأكد أن الطاقة النووية تمثل خياراً وحلاً فعالاً لتلبية هذه الاحتياجات، حيث يمكن لمحطة نووية واحدة أن توفر الطاقة لعدد كبير من المنازل بتكلفة اقتصادية وأثر بيئي منخفض.
وجدد أبو الغيط التأكيد على أن الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية هي حق أصيل غير قابل للتصرف لجميع الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفقاً للمادة الرابعة منها، مشدداً على رفض أية محاولات للتضييق على هذا الحق أو فرض أي قيود أو شروط عليه تحت أي ذريعة.
واختتم أبو الغيط كلمته قائلاً: "إنني على يقين من أن ما سيسفر عن المؤتمر من نتائج سيكون ذا أهمية كبيرة، وأن المؤتمر سيضع آليات عمل تضمن تنفيذ توصياته، لتحقيق التقدم والنمو لأمتنا العربية."
من جانبه، أشاد مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، الدكتور سالم حامدي، بالبرنامج النووي الأردني، قائلاً إنه واكب بداية هذا البرنامج قسم الطاقة النووية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، وكان الحلم الأردني يتسع ليصبح برنامجاً متميزاً بحسن التخطيط والتنفيذ، حتى أصبح الآن برنامجاً رائداً في المنطقة العربية.
وأضاف الدكتور حامدي أن المملكة الأردنية الهاشمية، وفي إطار حرصها على تعزيز العمل العربي المشترك في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، قدمت مبادرة استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد. هذه المبادرة تدعو الهيئة العربية للطاقة الذرية إلى إنشاء برنامج عربي بحثي وتطبيقي لطاقة الاندماج النووي، وسيتم عرض هذا الموضوع على المجلس التنفيذي للهيئة لإقرار تشكيل لجنة من خبراء الدول العربية المختصين في هذا المجال.
ويشارك في المؤتمر نحو 150 عالماً وباحثاً من الدول العربية لعرض نتائج أبحاثهم العلمية التي تغطي موضوعات مختلفة، مثل موارد المياه، الأمن الغذائي، الصحة، البيئة، الصناعة والتعدين، العلوم النووية الأساسية، الأمان النووي، المفاعلات النووية، وعلم المواد. كما يشارك في المؤتمر متحدثون رئيسيون من مؤسسات دولية ومراكز علمية مرموقة، حيث سيتناولون مواضيع محورية حول تقنيات المفاعلات المتقدمة، التطبيقات النووية المتطورة في إدارة الصحة والبيئة، ودور الابتكارات النووية في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.