"التكييش".. استغلال لمتقاعدي الضمان المحتاجين للمال
أطلقت مؤسسة الضمان الاجتماعي قبل ثلاثين شهراً برنامجاً خاصاً لمتقاعديها تحت مسمى "تقسيط"، بهدف تسهيل عملية شراء السلع والخدمات عبر الأقساط المخصومة من راتب التقاعد.
هذا البرنامج الذي يركز بشكل أساسي على الأجهزة الكهربائية المنزلية والمفروشات، جاء في إطار سلسلة من التسهيلات التي تسعى المؤسسة لتقديمها للمتقاعدين.
وأشار خبير التأمينات الاجتماعية موسى الصبيحي إلى أن مؤسسة الضمان الاجتماعي قد وقعت اتفاقات مع العديد من المتاجر والمولات والمحلات الكبيرة لتوفير هذه الخدمة، وهو ما يعكس التزام المؤسسة بتحسين جودة حياة المتقاعدين وتوفير السلع التي يحتاجونها بطريقة ميسرة.
ومع ذلك، كشف الصبيحي عن مشكلة كبيرة قد تضر بفائدة هذا البرنامج، وهي أن جزءاً من المتقاعدين لا يستخدمون "تقسيط" بهدف شراء السلع التي يحتاجون إليها، بل يتجه بعضهم للاستفادة منه للحصول على مبالغ نقدية (كاش).
وبين الصبيحي أن المتقاعد قد يقوم بشراء جهاز منزلي بالتقسيط، ومن ثم يبيع الجهاز فوراً بأقل من ثلثي سعره الأصلي، سواء للمحل الذي تم الشراء منه أو لأطراف أخرى تستغل حاجته للمال.
وأكد الصبيحي أن هذه الظاهرة تعرف بـ"التكييش"، وهي أسلوب قد يتسبب في إلحاق الضرر بالمتقاعد، الذي يضطر إلى بيع السلعة بأقل من قيمتها لمجرد الحصول على نقد سريع.
وأوضح الصبيحي أن هذه الظاهرة تتطلب من مؤسسة الضمان الاجتماعي توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم استغلال المتقاعدين.
وقال إنه من الضروري على المؤسسة أن تضع ضوابط صارمة لتنظيم برنامج "تقسيط" لضمان عدم تعرض المتقاعدين للاستغلال من قبل التجار أو الوسطاء الذين يسعون لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
كما شدد على أهمية إعادة تصميم وتقييم البرنامج بما يتناسب مع احتياجات المتقاعدين وحمايتهم من الاستغلال، مع ضمان عدم وجود ثغرات قد تُستغل من قبل أطراف خارجية.
وفي ختام حديثه، أكد الصبيحي على ضرورة أن تتولى المؤسسة مراقبة مراحل تنفيذ البرنامج بشكل دوري، لضمان سيره بالطريقة الصحيحة، وأوضح أن الرقابة الفعالة على البرنامج ستحول دون حدوث أي استغلال أو إساءة استخدام لآلية "تقسيط"، مما يضمن أن يستفيد المتقاعدون من التسهيلات التي قدمتها لهم مؤسسة الضمان الاجتماعي.