الشوبكي: سقوط نظام الأسد نقطة تحول اقتصادي في سوريا والمنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال خبير الاقتصاد والطاقة، عامر الشوبكي، إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمثل لحظة فارقة ستعيد رسم المشهد الاقتصادي في سوريا ودول الجوار، مع تداعيات تمتد لتشمل الأردن، العراق، تركيا، لبنان، إسرائيل، ودول الخليج العربي.

وأوضح الشوبكي أن أبرز التحديات التي ستواجه هذه المرحلة تتركز في الوصول إلى الاستقرار، وسيادة القانون، والانضباط، والحد من الفوضى، بالإضافة إلى إرساء النظام وعبور الفترة الانتقالية بسلام للوصول إلى الديمقراطية، مع رهان كبير على قدرة الشعب السوري على اجتياز هذا المنعطف التاريخي الحرج.

وأضاف أن المرحلة الأولى بعد الاستقرار ستتركز في إعادة إعمار سوريا، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة تُقدر بمئات المليارات من الدولارات، ما يوفر فرصة كبيرة للدول والشركات، بالإضافة إلى عودة اللاجئين للمشاركة في بناء سوريا الجديدة. وأشار إلى أن هذه العملية ستفتح أبواب الاستثمارات في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، ما سيساهم في إنعاش الاقتصاد السوري واستقراره.

وقال الشوبكي إن الانعكاسات الاقتصادية المباشرة ستشمل دول الجوار، وأهمها الأردن، الذي سيستفيد من تعزيز التجارة مع سوريا من خلال إعادة فتح الحدود. كما ستتم إعادة إحياء اتفاق تمرير الكهرباء والغاز من الأردن إلى سوريا ولبنان المتعطشين للطاقة، بالإضافة إلى توفير فرص لشركات البناء والخدمات الأردنية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار. كما أشار إلى أن عودة اللاجئين السوريين قد تخفف الضغط على الاقتصاد الأردني.

وأكد الشوبكي أن سقوط الأسد يُضعف النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يمنح العراق فرصة لإعادة ترتيب أولوياته الاقتصادية والسياسية. كما يمكن للعراق أن يلعب دورًا رئيسيًا في تزويد سوريا بالمواد الخام والخدمات اللوجستية لإعادة الإعمار.

وأشار الشوبكي إلى أن تركيا ستستفيد اقتصاديًا وأمنيًا، حيث يمكن أن تشارك شركاتها بقوة في إعادة الإعمار، فضلًا عن تخفيف الأعباء الناتجة عن أزمة اللاجئين.

أما لبنان، فقد بيّن الشوبكي أنه قد يشهد انتعاشًا في تجارته الخارجية مع استقرار سوريا، مما يُسهم في تخفيف الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

ووصف الشوبكي سقوط النظام السوري بأنه يُضعف المليشيات الإيرانية ويعيد الاستقرار للحدود، مع إمكانية فتح آفاق جديدة للتفاهمات السياسية مع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.

وتوقع الشوبكي أن دول الخليج ستلعب دورًا رئيسيًا في تمويل إعادة الإعمار، مما سيعزز نفوذها السياسي والاقتصادي في سوريا الجديدة.

واختتم الشوبكي حديثه قائلاً إن سقوط نظام الأسد ليس مجرد حدث سياسي، بل هو نقطة انطلاق لتحولات اقتصادية كبرى ستعيد تشكيل ملامح الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه الفرصة يجب أن تُستغل لتأسيس مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية، وأن الدول العربية يجب أن تعمل على تعزيز مكاسبها من التغيرات القادمة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير