أبو زيد: منطقة خفض التصعيد بالقرب من الحدود الأردنية مستقرة بحذر
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن التصعيد الجاري في سوريا بدأ يأخذ منحى متصاعدًا، ويبدو أن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا قد انفلتت من عقال السيطرة التركية. حيث توقفت هذه الفصائل عن التقدم شرقًا بعد السيطرة على تل رفعت، واتجهت المعارضة المسلحة جنوبًا في محاولة للسيطرة على حماة، في ظل تدخل جوي روسي محدود.
وأضاف أبو زيد أن هذه الخطوة على ما يبدو تندرج ضمن خيارين: إما أن تركيا فعلاً فقدت السيطرة على هذه الفصائل التي لم تنجز مهمتها بطرد الفصائل الكردية شرق تل رفعت وحتى القامشلي بالقرب من الحدود التركية - السورية، وتوجهت جنوبًا، أو أن تركيا أعطت تعليماتها لهذه الفصائل للتوجه جنوبًا للسيطرة على حماة، وبعدها حمص، من أجل الضغط على نظام الأسد وإجباره على القبول بالمسار الدبلوماسي وفق المقاسات والشروط التركية، خاصة في ظل الحراك الذي يقوده وزير الخارجية الإيراني لدفع المسار الدبلوماسي ضمن مخرجات مؤتمر أستانا.
وأشار أبو زيد إلى أن مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود الأردنية، والتي تمتد من شرق درعا إلى السويداء، ومن غرب درعا إلى القنيطرة، لا تزال مستقرة نوعًا ما. ويبدو أن الفصائل المنتشرة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية لا تزال منضبطة في سياق مراقبة تطورات الأحداث شمالًا. إلا أن ذلك لا يعني بقاء تلك المنطقة مستقرة، خاصة في ظل تحركات قوات "قسد" الكردية في دير الزور والسيطرة على الطريق الواصل إلى معبر البوكمال بين العراق وسوريا.
وأشار إلى أن ذلك قد يعني أن الميليشيات الشيعية وخلايا تنظيم داعش المنتشرة في البادية الشرقية والقريبة من الزاوية الحدودية مع الأردن قد تتحرك قريبًا، على الأقل لاستعادة السيطرة على الطريق من العراق إلى سوريا أو لاستهداف قاعدة التنف الواقعة على بُعد أقل من 15 كم عن الحدود الأردنية.