ماذا تريد إسرائيل من روسيا في سوريا؟
خاص
تواصلت وتيرة الاتصالات بين روسيا وإسرائيل بشكل مكثف في الأسابيع الأخيرة، حيث زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موسكو في منتصف نوفمبر الجاري، لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس.
وفي نفس السياق، كشف ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، عن وجود اتصالات بين بلاده ومسؤولين عسكريين إسرائيليين هذا الشهر، بهدف التنسيق بشأن التحركات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
تزامن تكثيف هذه الاتصالات مع زيادة في الهجمات الجوية الإسرائيلية على أهداف داخل سوريا، وهو ما أثار تساؤلات وسائل الإعلام حول العلاقة بين الحدثين، خصوصاً في ظل الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ عام 2015، روسيا تمتلك قاعدتين جوية وبحرية على السواحل السورية، إضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى في القامشلي، فضلاً عن نشر منظومات دفاع جوي "إس-400" على الأراضي السورية.
وفي تصريحات لافتة، تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، مؤخراً عن إمكانية مساهمة روسيا الفعالة في تحقيق أهداف إسرائيل، خصوصاً فيما يتعلق بمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله عبر الأراضي السورية.
وعلى الرغم من ذلك، لم تعترض روسيا على الهجمات الجوية الإسرائيلية، حيث اكتفت بدعوة تل أبيب إلى عدم تعريض حياة الجنود الروس في سوريا للخطر.
المبعوث الروسي إلى سوريا كان قد أشار في وقت سابق إلى صعوبة استجابة موسكو لمطالب إسرائيل بوقف نقل الأسلحة إلى لبنان، مبرراً ذلك بأن هذا الملف ليس من اختصاص القوات الروسية في سوريا.
إلا أن بعض الخبراء يرون أن الهجمات الإسرائيلية نجحت بفضل الدور الروسي، حيث قال المستشرق الإسرائيلي تسفي برئيل: "إسرائيل تخوض حرباً ثانوية في سوريا، هدفها تقويض البنية التحتية لحزب الله، وتدمير مصانع إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة، وتستغل السماء المفتوحة أمامها في سوريا بفضل روسيا."
يظل السؤال المطروح: هل تستطيع روسيا الحفاظ على علاقة متوازنة مع كل من إسرائيل وإيران في الوقت نفسه، خاصة مع تزايد التوترات في المنطقة؟