تكريم مهندسين أتموا دورة تدريب الميسّرين الزراعيين الحقلية الذكية (صور)
ضمن الجهود الرامية إلى زيادة القدرة على التكيف مع تغير المناخ والحد من تأثيراته السلبية على القطاع الزراعي والمزارعين، بما يضمن الوصول إلى الأمن الغذائي المستدام، نفذ مشروع "بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة" (BRCCJ)، الممول من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، دورة تدريبية انخرط فيها 53 مهندسًا من موظفي الإرشاد الزراعي من محافظات مأدبا، الكرك، الطفيلة ومعان، خلال 30 يومًا تدريبيًا على مدار 3 أشهر، ليتأهلوا كمدربين وميّسرين لمدارس المزارعين الحقلية الذكية مناخيًا.
وإيذانًا ببدء مأسسة واستدامة مدارس المزارعين الحقلية الذكية مناخيًا في وزارة الزراعة، كرمت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" ووزارة الزراعة اليوم الأحد بحضور عدد من النواب، المهندسين المشاركين في الدورة لبدء مرحلة نقل المعرفة للمزارعين بالتقنيات والممارسات الزراعية التي يمكن استخدامها لزيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة من خلال المدارس الحقلية التي سيتم تنفيذها لاحقًا بالتعاون مع مديري الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الأردن (الفاو) المهندس نبيل عساف: "إن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أخذت على عاتقها وبالتعاون مع الحكومة الأردنية وعلى رأسها وزارة الزراعة العمل معًا نحو زيادة العمل على التكيف مع تغير المناخ، بهدف تقليل الآثار السلبية على قطاع الزراعة والمزارعين من خلال المشاركة بتنفيذ عدة مشاريع تصب ضمن الجهود الهادفة لزيادة القدرة على التكيف مع تغير المناخ في قطاع الزراعة بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي المستدام، ومن ضمنها مشروع بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة."
وأضاف: "أن إنجازنا اليوم يعد باكورة للجهود والتعاون المثمر والمستمر بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لتنفيذ أنشطة المشروع، ابتداءً من تنفيذ تقييم الاحتياجات اللازمة لتطوير المادة التدريبية، مرورًا بنشرها على الموقع الإلكتروني الرئيسي للفاو حيث حازت على إقبال واسع من قبل المهتمين في عدة دول على مستوى العالم"، مشيرًا إلى أن عدد مستخدميها بلغ حتى الآن حوالي 3000 مستخدم، وانتهاءً بتنفيذ التدريب من قبل خبراء مختصين في مجال التدريب على منهجية المدارس الحقلية الذكية مناخيًا."
وقال مندوب وزير الزراعة أمين عام الوزارة م. محمد الحياري: "إن الوزارة انتهجت تطوير وتحسين الخدمات الإرشادية والاستشارات الريفية خلال الأعوام القليلة، وخاصة في عامي 2023 و2024، وذلك لإيماننا بأهمية دور قطاع الإرشاد الزراعي في تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة التغير المناخي عبر برامج تدريبية وإرشادية متخصصة تقوم على تطوير وتمكين المزارعين والمجتمعات الريفية لجعلها قادرة على مواجهة العديد من التحديات منها الاقتصادية والسياسية والمناخية."
وأضاف: "إذ تم تحسين البنية التحتية للخدمات الإرشادية من خلال رفع موازنة قطاع الإرشاد الزراعي من 140 ألف دولار عام 2021 إلى ما يقارب مليون و400 ألف دولار عام 2024."
وأشار إلى "التوسع في تقديم الخدمات الإرشادية لتشمل أكبر قدر ممكن من المزارعين، ولتحقيق ذلك تم تعيين 300 مرشد خلال الأعوام 2023 و2024، وتدريبهم وتوزيعهم على الوحدات الإرشادية في كافة محافظات وألوية المملكة لتعزيز البنية التحتية للإرشاد الميداني والرقمي، كما تم إنشاء مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للمزارعين لمتابعة مشاكلهم"، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على إنشاء منصة إلكترونية للتوسع في عمليات الإرشاد الزراعي الرقمي، والعمل حاليًا على إدخال الذكاء الاصطناعي والتدريب الافتراضي لأدواتنا الإرشادية والتدريبية.
وأشاد المهندس الزراعي المشارك في الدورة عمر الرماضين بالدورة ومحتواها التقني والعلمي. وقال: "إن التدريب المكثف مكن المشاركين من اكتساب ممارسات حديثة في التكيف مع تغير المناخ."
وتنفذ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حاليًا مشروع "بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في الأردن من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة BRCCJ"، والممول من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، من خلال: وزارة المياه والري، ووزارة الزراعة، ووزارة البيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف المشروع الممتد لسبع سنوات إلى تعزيز التنمية المستدامة المقاومة للمناخ داخل المملكة، وبشكل أكثر تحديدًا، زيادة قدرة نظم إدارة المياه والمجتمع الزراعي على التكيف مع تغير المناخ.
ويستهدف المشروع الذي تبلغ قيمته 33.25 مليون دولار أمريكي، أربع محافظات في حوض البحر الميت: الكرك، مأدبا، الطفيلة ومعان، المعرضة بشكل خاص لتغير المناخ والإجهاد المائي الناجم عن تغير المناخ.
ولا تزال (الفاو) ملتزمة بدعم الأردن في جهوده لمواجهة التحديات متعددة الأوجه التي يفرضها تغير المناخ، ومن خلال الشراكات والابتكار والتضامن، يمكن بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة للأجيال القادمة.