وزير فلسطيني أسبق لـ"أخبار الأردن": 7 أسئلة للتكهن بما سيفعله ترامب
قال الوزير الأسبق في السلطة الفلسطينية، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الثقافة والإعلام، الدكتور نبيل عمرو، إن الحديث هذه الأيام يتجدد عن دونالد ترامب، في استحضار لا إرادي لمكانة المتنبي لدى العرب، إذ قيل عن الشاعر الكبير إنه "ملأ الدنيا وشغل الناس"، وهكذا يبدو الحال مع ترامب اليوم.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه نجح في صناعة "هاتريك سياسيّ" نادر بفوزه في الكونغرس، ثم البيت الأبيض، وأخيرًا بحصوله على الأغلبية في التصويت الشعبي.
وتساءل عمرو حول ما الذي ينوي ترامب فعله تجاه الفلسطينيين وإسرائيل؟... وهل سيتجاوز تلك القيود التي فرضتها "صفقة القرن" في ولايته السابقة، وهي الصفقة التي ما زالت تُراود أفكار نتنياهو ويسعى لتحقيقها بكل الوسائل؟، مضيفًا أن هذا التساؤل يفتح الباب للتدقيق في نوايا ترامب الجديدة، إلى جانب الحديث عن إرادته لإنهاء الصراعات، خاصة في الشرق الأوسط، حيث تشتعل سبع حروب حسب وصف حلفائه الإسرائيليين، فهل يمتلك ترامب الإرادة الكافية، والمقدرة الفعلية، على إحداث تغيير حقيقي؟.
وذكر أن المنطقة شهدت مؤخرًا عدة قمم وتحالفات دولية وإسلامية أكدت أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فهل سيتجاوب ترامب مع هذه الرؤية؟، مشيرًا إلى أن هذه السؤال تكمن إجابته في الطريقة التي تلقاها الإسرائيليون لخبر فوزه، إذ عبرت بعض الأطراف، مثل سموترتش، عن أملها في جعل عام 2025 عامًا لضم الضفة الغربية، فهل سيُصدر ترامب موقفًا جازمًا وصريحًا يعارض هذا التوجه؟.
ونوّه عمرو إلى أن "صفقة القرن" سقطت بعد خسارة ترامب في الانتخابات، لأن تطبيقها مستحيل ما دامت ترفضها الشعوب الفلسطينية، والعربية، ومعظم المجتمع الدولي، وإذا كان الهدف حقًا هو إنهاء الصراعات في غزة ولبنان وبقية أنحاء الشرق الأوسط، فيجب أن يتم ذلك من خلال سياسات عادلة، لا مجرد استعجال للعودة إلى البيت الأبيض عبر مشهد سياسي "نظيف"، فالتفويض المُبهم الذي يظنه نتنياهو وسموترتش، كأنما يعطيهم حرية التصرف حتى يناير.
واستطرد قائلًا إن الأمل في إنهاء الحروب بسلام حقيقي يتطلب منّا تفحص سياسات ترامب المتوقعة بعين فاحصة، فالشرق الأوسط اليوم يئن تحت وطأة النزاعات والجرائم التي تُرتكب في حق الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، وتمتد آثارها إلى لبنان والمنطقة ككل، وهو ما يتطلب منا عدم محاكمة الماضي، بل تقييم الواقع الذي يتطلب مواقف واضحة وحاسمة من الرئيس ترامب الذي عُلّقت عليه آمال كبيرة، خاصة من جانب العرب والمسلمين.
وذكر عمرو أن أمامنا حالة معقدة تتطلب من ترامب أن يبرهن بوضوح على التزامه بإنهاء الحروب، وإن لم يقدم ما يقنع، فقد نعود إلى دائرة السياسات السابقة التي لم تُفضِ إلى شيء إيجابي، ورغم اندثار "صفقة القرن"، لا تزال بعض الأطراف في إسرائيل تُخطط لإحيائها، فهل سيفطن ترامب وفريقه إلى هذه الحقيقة؟، وإن كان الأمر كذلك، وقدّم ما يُبنى عليه، فسنجد الفلسطينيين، ومعهم العرب، بل والمجتمع الدولي، منفتحين للتعاون، أما إذا بقيت السياسات تدور في فلك نتنياهو وأحلامه، فربما يأتي يوم يندم فيه مؤيدو ترامب على إعادة انتخابه.