طوفان الأقصى أفشل سرقة 350 تريليون قدم مكعب غاز طبيعي في شرق البحر المتوسط

{title}
أخبار الأردن -

 

قال خبير الطاقة الدكتور زهير صادق إن هناك وجه آخر للمخططات الاستراتيجية التي يسعى الكيان الصهيوني الإرهابي إلى تحقيقها، والتي تتجاوز السيطرة العسكرية لترنو نحو إحكام القبضة على الموارد الطبيعية في منطقة شرق البحر المتوسط.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الغاز الطبيعي، المتواجد بكثافة في مياه غزة، يأتي في مقدمة الأطماع الإسرائيلية، إذ يحتوي بحر غزة على 4 حقول غازية هي: حقل غزة مارين، الذي يقع على بُعد نحو 24 كيلومترًا من مدينتي عسقلان وغزة، إلى جانب حقول أخرى هي ماري بي، نوا، وشمشون.

وبيّن صادق أن المخزون الإجمالي للغاز في هذه الحقول الأربعة ويقدر بنحو 6 تريليونات قدم مكعب، وهي ثروة طبيعية لم يستفد منها الفلسطينيون في غزة ولو بقدم مكعب واحد، حيث يستولي عليها الاحتلال الصهيوني بشكل كامل.

وفي سبيل تعزيز سيطرته على هذه الثروة الهائلة، منحت وزارة الطاقة الإسرائيلية بتاريخ 29 أكتوبر 2023، اثني عشر ترخيصًا لست شركات عالمية وصهيونية لبدء عمليات التنقيب في مياه شرق البحر المتوسط، مع التركيز على بحر غزة، إلا أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت لتضرب منصات الحفر وتُربك عمل هذه الشركات، معطلةً المشروع الذي أُعد بعناية للاستيلاء على هذه الثروات، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

واستطرد قائلًا إن الخبراء يقدرون حجم الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط بحوالي 345 تريليون قدم مكعب، ما جعل الكيان الصهيوني يطمح للسيطرة على هذه الكميات لتعزيز نفوذه الإقليمي، وتصدير الغاز إلى أوروبا كبديل استراتيجي عن الغاز الروسي، محققًا بذلك أهدافًا جيوسياسية واقتصادية تعزز وجوده في المنطقة.

وأشار صادق إلى أن نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ألقى كلمة في جامعة هارفارد بتاريخ 2 أكتوبر 2014 أشار فيها إلى تغييرات مرتقبة في منطقة شرق البحر المتوسط، متحدثًا عن تشكيل "حلف طاقة" يضم الكيان الصهيوني، ومصر، وقبرص، واليونان، هدفه الأساسي إنشاء شبكة أنابيب تربط حقل الغاز الضخم "ليفياثان" - الذي يحوي احتياطيًا يُقدر بين 18 و22 تريليون قدم مكعب - بقبرص، ومنها إلى جزيرة كريت، ثم اليونان، وصولًا إلى إيطاليا، ومن ثم إلى السوق الأوروبية، إذ يهدف هذا المشروع إلى الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، ما يضفي بعدًا استراتيجيًا دوليًا على مطامع الكيان الصهيوني في المنطقة.

وحذر من أن السعي الإسرائيلي للسيطرة على الموارد يترافق مع استراتيجية موازية تهدف إلى إخلاء سكان غزة، خاصة في شمال القطاع، لتمهيد الطريق أمام مشروع قناة بن غوريون، الذي يهدف إلى ربط خليج العقبة بالبحر المتوسط عبر مدينة عسقلان وميناء أشدود، مضيفًا أن هذه القناة، والمخطط لها أن تمر عبر شمال غزة المتاخم لعسقلان، ستكون ذات اتجاهين عكسيين، لتسهيل حركة النقل بشكل أفضل مقارنة بقناة السويس، وقد طُرحت فكرة القناة لأول مرة عام 1963 على يد معهد لورانس ليفرمور الأمريكي، ويرى بعض المؤرخين العلميين، أمثال أليكس ويلرشتاين من معهد ستيفنز للتكنولوجيا، أن هذا المشروع، وإن كان طُرح منذ عقود، يعكس طموحًا إسرائيليًا دائمًا لتعزيز السيطرة الجغرافية والاستراتيجية عبر استغلال الأراضي الفلسطينية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير