الناتو يكشف هدف افتتاح مكتب للحلف في عمّان
أعلن نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خافيير كولومينا، أن افتتاح مكتب اتصال للحلف في عمّان يأتي كخطوة هامة لتعزيز التعاون مع الأردن، وذلك بعد اعتماد خطة العمل للجوار الجنوبي في قمة الناتو التي عُقدت في واشنطن.
ووفقًا لكولومينا، يُتوقع افتتاح المكتب خلال النصف الأول من عام 2025، إذ يتم حاليًا استكمال المتطلبات اللوجستية والقانونية اللازمة.
وأوضح كولومينا أن المكتب سيوفر فرصة لتعميق التعاون الثنائي بين الأردن والناتو، وفتح قنوات حوار سياسي أوسع تساعد على فهم أعمق للمنطقة من خلال تواجد الحلف على الأرض في عمّان.
كما بيّن أن هذا المكتب، الأول من نوعه في بلدان الحوار المتوسطي، يعكس التزام الناتو بالشراكة مع دول الجوار الجنوبي، ويعزز من مكانة الأردن كشريك رئيسي في تحقيق الأمن الإقليمي والدولي.
وأكد كولومينا على أن فكرة افتتاح المكتب في الأردن راسخ في الأذهان منذ سنوات، وجرت مناقشتها مع السلطات الأردنية منذ فترة طويلة، ولم يتقرر إلا في قمة واشنطن خلال العام الحالي، موضحا أن قرار افتتاح المكتب ليس له علاقة بما يحدث من توترات في الشرق الأوسط حاليا.
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن افتتاح المكتب يُعد علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والناتو، حيث يثمن الحلف دور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار ومكافحة التهديدات العابرة للحدود، بما في ذلك الإرهاب والتطرف العنيف.
تعزيز الحوار السياسي والتعاون المشترك
باعتباره مكتبا تمثيليًا للناتو، سيساهم المكتب في تعزيز التواصل والتعاون بين الحلف والأردن في مختلف المجالات، مثل التحليل الاستراتيجي، إدارة الأزمات، التخطيط للطوارئ، والأمن السيبراني. كما ستساعد المبادرات المشتركة على رفع الكفاءة وتقديم برامج تدريبية وورش عمل تخدم كلا الطرفين.
وصرح كولومينا بأن الأردن يعد الشريك الجنوبي الأكثر تميزًا في التعاون العملي مع الناتو، مشيرًا إلى أن التعاون يشمل عدة حزم لبناء القدرات الدفاعية التي تم إطلاقها مع الأردن وتوسيعها على مر السنوات لتشمل مجالات مثل أمن الحدود ومكافحة الإرهاب.
التطلع لمستقبل مشترك وأمن إقليمي مستدام
أشار كولومينا إلى أن زيارته للأردن، وهي الأولى له كممثل خاص للجوار الجنوبي، تهدف لتعريف السلطات الأردنية بدوره الجديد ولمناقشة المشاريع المشتركة المخطط تنفيذها قريبًا.
وأضاف أن تعيينه كممثل خاص للناتو جاء كجزء من رؤية الحلف لتوسيع الحضور والتعاون في منطقة الجوار الجنوبي، بما يتماشى مع الأولويات الأمنية والاستراتيجية للحلف.
وتعود العلاقة المؤسسية بين الأردن والناتو إلى عام 1995، حين انضم الأردن لمبادرة "الحوار المتوسطي"، وهي شراكة تهدف لتعزيز التعاون بين الحلف ودول البحر المتوسط لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي